جيران أفغانستان يترقبون
تحت عنوان "ماذا سيقول الجيران"، كتبت لاريسا شاشوك، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول مواقف القوى العالمية من الواقع الأفغاني الجديد.
وجاء في مقال شاشوك، المدرّسة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية:
إن التغيير السريع للنظام في أفغانستان بعد استيلاء مسلحي حركة طالبان الإسلامية المتطرفة على السلطة يجبر القوى الإقليمية على مراجعة سياساتها تجاه قيادة البلاد الجديدة ووضع سيناريوهات جديدة للتفاعل.
من غير المرجح أن يكون نفوذ باكستان كشريك رئيس لطالبان مهما، لأن الحركة مع وصولها إلى السلطة، قد تنوع شراكاتها على المستوى الدولي. ومن المستبعد أن تقف إسلام أباد صراحة ضد المنافسة من القوى الأخرى، ما لم يؤد ذلك إلى تعزيز موقف الهند.
في العام 2001، كانت إيران وطالبان خصمين. ومع ذلك، على مدى العقدين الماضيين، تحرك النظام الإيراني تدريجياً نحو مواءمة العلاقات الاستراتيجية مع طالبان.. لدى الطرفين مصالح استراتيجية مشتركة.
تشعر الصين بقلق عميق إزاء انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وهو ما صرحت به علنا. ستراقب الحكومة عن كثب كيف سيؤثر حكم حركة طالبان على أمن الصين الداخلي ومصالحها السياسية والاقتصادية.
ويمكن وصف مزاج السلطات الرسمية الروسية بالاتزان الهادئ. قدرة السفارة في كابل على العمل دون عوائق إلى حد كبير تمثل ثقلا موازنا واضحا لسحب البعثات الدبلوماسية الغربية. فعلى الرغم من أن طالبان لا تزال محظورة في روسيا، يبدو أن الكرملين مستعد لإجراء حوار بنّاء معها.
يمثل انتصار طالبان خسارة فادحة في نفوذ الهند، التي كانت في السابق شريكا رئيسيا في تنمية أفغانستان، لكن لم يكن لها اتصالات جوهرية مع المسلحين.
وليس من الواضح ما الذي وعدت به قطر طالبان لحثها على الدخول في مفاوضات سياسية. ومع ذلك، تحاول الدوحة أن تغرس فيهم فكرة أهمية نيلهم الاعتراف الدولي من خلال الدبلوماسية.
آفاق العلاقات بين تركيا وطالبان لا تزال ملتبسة، فهي بالنسبة لأنقرة مرتبطة بمخاطر عالية ومزايا ملموسة صغيرة. في الوضع الحالي، ترى أنقرة إمكانية استعادة القوة الناعمة التي فقدتها نتيجة عدد من أخطاء السياسة الخارجية التي ارتكبت في السنوات الأخيرة. بصفتها العضو الوحيد في الناتو ذي الأغلبية المسلمة، فمن المرجح أن تسعى تركيا إلى تحقيق التوازن بين المصالح المتنافسة.