من رسم الموناليزا
الموناليزا (باللُغةِ الفرنسيةِ: Mona Lisa، وباللُغةِ الإيطاليةِ: Monna Lisa) أو الجيوكاندا (باللُغةِ الفرنسية:La Joconde، نقحرة: لا جوكوند، وباللُغةِ الإيطاليةِ:La Gioconda، نقحرة: لا جوكوندا)، هي لوحةٌ فنيةٌ نصفيةٌ تعود للقرن السادس عشر لسيدةٍ يُعتقدُ بِأنها ليزا جوكوندو، بِريشةِ الفنان، والمهندس، والمُهندِس المعماري، والنحّات الإيطالي ليوناردو دافينشي، حيث رسمها خلال عصر النهضة الإيطالية. استخدم ليوناردو دافينشي في إنهائها طلاء زيتيا ولوحا خشبيا مِنَ الحور الأسود. تعد هذه اللوحة ملكاً للحكومة الفرنسية حيث تعلق هناك على جدار متحف اللوفر خلف لوح زجاجي مقاوم للرصاص وفي بيئة يتم التحكم بمناخها. لقد وُصِفت هذهِ اللوحة بِأنها "أكثر الأعمال الفنية شهرة في تاريخِ الفن، وأكثر عمل فني يتم الكتابة عنه، والتغني به، وزيارته من بينهم"، كما وُصفت أيضًا بِأنها "أكثر الأعمال الفنيّة التي تمت محاكاتها بشكلٍ ساخر في العالَم".
قصة لوحة الموناليزا :
يعود أصل تسمية الموناليزا بهذا الاسم إلى مؤرخ الفن جورجيو فاساري عندما كتب:
«تولى ليوناردو مهمة رسم الموناليزا من أجل فرانشيسكو ديل جيوكوندو، زوجته»
ليوناردو دا فينشي
يُعرف دا فينشي بكونه رساماً شهيراً أبدَع في عدّة لوحاتٍ فنيّة تركت أثراً مهمّاً في عصر النهضة، ومن أشهر هذه اللوحات: لوحة العشاء الأخيرِ، والموناليزا، هذا ويشتهر دا فينشي بكونهِ نحّاتاً، ومعماريّاً، ومهندساً، ويجدر بالذكر أنّه قد تمكّن من تسجيل العديد من الأبحاث العلميّة، والإنجازات الميكانيكيّة قبل قرون من اكتشافها.
بالرغم مِن أنّ الحقائق المؤكدة والدقيقة عن اللوحة قليلة، إلا أنه ووفق السيرة الذاتية التي كتبها فاساري عن ليوناردو توضح أنّ دافينشي قد رسمَ الموناليزا عندما كانَ يعيشُ في فلورنسا وذلك عندما أسندَ إليه فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وكانَ تاجرَ حريرٍ فلورنسي ثري، مهمة رسم زوجته ليزا جوكوندو عام 1503 -أي في عصرِ النهضة الإيطالية- حيث كانا متفقين على تعليقها على حائطِ بيتهما الجديد كنوعٍ مِنَ الاحتفال بإحدى المناسبتين: إما بمناسبة مجيء مولودهما الثاني آندريا في ديسمبر عام 1502، وذلك بعد وفاةِ ابنتهما عام 1499، أو بمناسبةِ شرائهما المنزل الجديد. استمرَّ دا فينشي بالعملِ عليها إلى أنْ إنتهى منها عام 1519. أخذ دا فينشي اللوحة معهُ مِن إيطاليا إلى فرنسا عندما انتقل إلى هناك بدعوةٍ مِن الملك فرانسوا الأول وانتهى بهِ المطاف بأنّ توفيَ هناك قبل أنّ يُسلمها إلى فرانشيسكو جوكوندو أو زوجته ليزا جوكوندو، وسبب عدم تسليمه اللوحة لأحدِ الزوجين حتى ذلك الوقت غير معروف.
هنالك الكثير مِن القصص حول كيف أصبحت اللوحة مُلكًا لِمَلك فرنسا فرانسوا الأول إلا أنّ الأمرَ الأكيد هو أنّها أصبحت مُلكًا له عام 1530. في ذلك الوقت تم الاحتفاظ بها في قصر فونتينبلو حيث بقيت هناك إلى أنْ نقلها الملك لويس الرابع عشر إلى قصر فرساي. وبعد الثورة الفرنسية -تحديدًا في عام 1797- تم نقلها إلى متحفِ اللوفر حيث لا تزالُ موجودةً هناك منذُ ذلك الحين.
لماذا اشتهرت لوحة الموناليزا
لوحة الموناليزا هي على الأرجح اللوحة الأشهر في العالم، والتي تقبع حالياً في متحف اللوفر في فرنسا، بداخل طبقات من الزجاج المقاوم للرصاص، نظراً لقيام الآلاف من السياح بزيارتها يومياً، حيث تعود هذه اللوحة للفترة الواقعة بين (1503–1919) ميلادي، وقام برسمها الفنان الشهير ليوناردو دافنشي، لعل الكثير من الألغاز تدور حول أسباب شهرتها، ومن هذه الأسرار الهويّة المجهولة لصاحبة الصورة، إضافةً للمظهر المبهم لها، وربما وجودها في متحف اللوفر، ولكن للآن يعتبر السبب الرئيسي لشهرتها غير معروف، إلا أنّها اكتسبت هذه الشهرة من وراء عدم وجود تفسير منطقي لشهرتها، وأنها حدثت بمحض الصدفة.
تعتبر هذه اللوحة من اللوحات الجيّدة للفنان ليوناردو دافنشي، والتي تتضمّن صورة واقعيّة لحاضنة، تظهر في الصورة، وبراعة ليوناردو برسم الوجه المنحوت بدقّة باستخدام الألوان والظلال، إضافةً للجمجمة الظاهرة أسفل النقاب، كما تمتاز بالنظرة الثابتة لصاحبة الصورة، والتي تعكس شخصيّة معقّدة غامضة، بابتسامة ساحرة ومقيّدة.