جزيرة كريت
جزيرة كريت
كريت هي إحدى أكبر الجزر اليونانيّة، وخامس الجزر الكبرى الواقعة في البحر المتوسط، تطل من الجهة الجنوبيّة على بحر إيجة. تعتبر كريت من أهم الجزر في اليونان من الناحية التاريخيّة والحضاريّة، أطلق عليها العرب اسم (إقريطش)، أما الأتراك فأسموها (جزيت). جزيرة كريت هي عبارة عن أرضٍ مستطيلة الشكل يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب حوالي مئتين وخمسة وخمسين كيلومتراً، وعرضها خمسون كيلومتراً، أما المساحة الكليّة للجزيرة فتبلغ حوالي ثمانية آلافٍ وثلاثمئةٍ وواحدٍ وثلاثين كيلومتراً، وتصل أعلى قمةٍ فيها إلى ألفين وأربعمئةٍ وستة وخمسين مترا متمثلةً بجبال أيدهي أوروس. يحيط بالجزيرة عددٌ من السهول الساحليّة، تمرّ من خلالها عددٌ من الأنهار القصيرة سريعة الجريان.
نبذة تاريخيّة
نشأت الحياة في الجزيرة منذ غابر الأزمان، حيث قامت على أرضها الحضارة المينويّة التي تنسب إلى (مينوس) الملك الأسطوري، الذي عمل على تأسيس حضارة فيها منذ ما يقارب من الأربعة آلاف عام، والتي تميزت بجمال عمرانها وقصورها، وبلغت بها القوّة أن بسطت سيطرتها على كامل بحر إيجة، وما تزال العديد من معالم هذه الحضارة ماثلةً حتى يومنا هذا. بقيت كريت تابعةً للإمبراطوريّةِ البيزنطيّة إلى أن افتتحت على يد أبو حفصٍ عمر البلوطي الأندلسي، وأقام بها إمارةً تابعةً له لكنها لم تدم طويلا، حيث عمل الإمبراطور البيزنطي نقفور الثاني على استعادتها منه عام تسعمئةٍ وواحدٍ وستين للميلاد.سقطت الجزيرة خلال الحملة الصليبيّة الرابعة في عام ألفٍ ومئتين وأربعة بيد البنادقة، ثم سقطت تحت أيدي الحكم العثماني واستمرت على هذا الحال لعددٍ من القرون حتى عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثة عشر، حيث تمّ ضمّها إلى اليونان.توجد الجزيرة ضمن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، عاصمتها كانديا (الخندق) الذي أطلقه عليها الأندلسيون في فترة حكمهم للجزيرة، وتم استبداله حديثاً ليصبح هرقليون.
مناخ الجزيرة وسكّانها
توجد في الجزيرة منطقتان مناخيتان متوسطيّة وشمال إفريقيّة، مناخ منطقة إقريطش كما يسميها العرب معتدل، تزداد رطوبته في بعض الفترات ذلك اعتماداً على مدى القرب من البحر. يمتاز شتاءها بلطفه واعتداله، وتهطل به الثلوج على مرتفعاته الجبليّة العالية. تتراوح معدلات درجات الحرارة في فصل الصيف ما بين عشرين إلى ثلاثين درجةً مئوية، هذا بالنسبة للمنطقة المناخيّة المتوسطيّة. أما الساحل الجنوبي والذي يتضمن جبال أستيروسيا وغابة ميسارا، فإنه يقع ضمن المنطقة المناخيّة الشمال إفريقيّة والتي تمتاز بمعدلات درجاتٍ أعلى خلال فترة الصيف وأيامٍ شمسيّةٍ أكثر. من أفضل الفصول لزيارتها هو فصلا الخريف والربيع. يقطن الجزيرة أكثر من ثمانمئة ألف نسمة، يعملون في مجال الزراعة، ومن أهم المحاصيل الزراعيّة للجزيرة الذرة والقمح والزيتون والحمضيّات والعنب، كما أن سكانها يمتهنون الصيد وعدداً من الحرف البحريّة الأخرى إضافةً للتجارة والرعي والصناعات التقليديّة.