أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الاثنين 20.24 C

أولو العزم من الرسل

أولو العزم من الرسل

أولو العزم من الرسل

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

من هم أولو العزم وكم عددهم فضّل الله -سبحانه- بعض الأنبياء على بعض، بدليل قوله -سبحانه-: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)، وأولو العزم على القول المشهور لأهل العِلم هم: محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-، وأنبياء الله نوح، وموسى، وإبراهيم، وعيسى -عليهم السلام-، وسيأتي تفصيل ذلك لاحقاً في المقال، وفيما يأتي بيان أهمّ خصائص وفضائل أولو العزم من الأنبياء -عليهم السلام-.

نوح عليه السلام

نوح -عليه السلام- هو أوّل رسولٍ بعثه الله -تعالى- بعد نبيّه آدم -عليه السلام-، وقال العلماء إنّه سُمّي بهذا الاسم لِكثرة بُكائه، ولُقّب بأبي البشرية الثاني، حيث امتازت دعوته بشمولها لجميعِ مَن كان في زمانه، لِذا ذكر الله -تعالى- قِصَّته وطريق دعوته في عِدّة مواضع من القرآن الكريم، وخَصّ سورةً كاملةً للحديث عن ذلك، فأصبحت دعوته منبراً ونبراساً لكلِّ مَن أراد خوض طريق الدّعوة؛ لِكثرة ما تحويه من الدروس والعبر لا سِيما وأنّه قد استمرّ في دعوة قومه قرابة ألف سنة دون التواني في ذلك ليلاً أو نهاراً، سرَّاً أو جهراً، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وهناك العديد من الفضائل لِنوح -عليه السلام- منها ما يأتي: مَنَح الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- قوّةً لم تنقص أو تقلّ رغم العمر الطويل الذي عاشه. بالغ نوحٌ -عليه السلام- في دعوته ولم يُثنِه عنها ما تعرّض له من الضرب والشّتم ومختلف ألوان الأذى، حيث قال الله -تعالى-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا). جَعَل الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- النبيّ الثاني في الميثاق والوحي بعد رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ)، وقوله -تعالى-: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ).حَفِظ الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- من الغرق وحفظ كلّ مَن كان معه في السفينة. سمّى الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- عبداً شكوراً، قال -تعالى-: (ذُرِّيَّةَ مَن حَمَلنا مَعَ نوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبدًا شَكورًا).

ابراهيم عليه السلام

هناك العديد من الفضائل لنبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- منها ما يأتي: كلّف الله -تعالى- إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- ببناء بيته وتطهيره، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقال -تعالى-: (وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، كما وجعل الله -تعالى- مقام إبراهيم -عليه السلام- مُصلّى للمؤمنين لقوله -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى). أكرم الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- بأن جعله أوّل مَن يُكسى يوم القيامة، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا: {كما بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] الآيَةَ، وإنَّ أوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ). جعل الله -تعالى- النبوّة والكتاب وحصرهما في ذُريّة إبراهيم -عليه السلام-، لقول الله -تعالى-: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).[١٥] وصف الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة والصديقيّة، لقوله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا). لم يتّخذ الله -تعالى- أحداً من أنبيائه خليلاً له سوى إبراهيم -عليه السلام- ومحمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال الله -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا). اصطفى الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- وجعله إماماً وقدوة للناس، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)، وقوله -تعالى-: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).

موسى عليه السلام

هناك العديد من الفضائل لنبيّ الله موسى -عليه السلام- منها ما يأتي: اصطفى الله -تعالى- موسى -عليه السلام- وفضّله بتكليمه من بين أنبيائه، فاشتُهر بكليم الله، حيث قال الله -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، وقال -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)،وقال -تعالى-: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ). أيّد الله -تعالى- موسى -عليه السلام- ومنحه تسع آيات يُحاجج بها قومه، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَقَد آتَينا موسى تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ)، وقد دلّ على إحدى هذه الآيات قوله -تعالى-: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).

عيسى عليه السلام هناك العديد من الفضائل لنبيّ الله عيسى -عليه السلام- منها ما يأتي وُلِد عيسى -عليه السلام- من غير أبٍ، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا* فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا* قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا* قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا* قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا* فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا). مَكّنَ الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- من التكلّمِ مع الناس وهو رَضيعٌ، حيث قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ). أيّد الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- بالعديد من الآيات منها ما جاء ذكرها في قوله -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ). رفع الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- إلى السماء، فهو حَيٌّ لم يُقتل، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).يَنزل عيسى -عليه السلام- من السماء في آخر الزمان، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا)،وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (كيفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وإمَامُكُمْ مِنكُمْ). اصطفى الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- بأن جعله رسوله، وكلمته، وروح منه، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ).

محمد عليه السلام

اختصّ الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وميّزه عن سائر الأنبياء -عليهم السلام- بالعديد من الخصائص والفضائل، منها ما يأتي: أخذ الله -تعالى- على سائر أنبيائه -عليهم السلام- عهداً وميثاقاً بالإيمان برسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- واتّباعه في حال ظَهَر في زمن وعهد أحدهم، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ).جعل الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أحقّ البشر بنصرة وولاية أنبيائه -عليهم السلام-، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّـهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ). جعل الله -تعالى- ما بين بيت رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ومنبره روضة من رياض الجنّة، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ). أكرم الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن جعل صلاة أمّته عليه تَصِلَه، وتَبلغه، وتُعرَض عليه، لا سيما في يوم الجمعة، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مِنْ أفضلِ أيامِكم يومَ الجُمُعةِ)إلى قوله (فأكثِروا عَلَيَّ مِنَ الصلاةِ فيه؛ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عَلَيَّ)، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ، يُبلِّغوني من أُمَّتي السَّلامَ). أكرم الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بإمامة أنبيائه -عليهم السلام- في بيت المقدس، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وقدْ رَأَيْتُنِي في جَماعَةٍ مِنَ الأنْبِياءِ) إلى قوله: (فَحانَتِ الصَّلاةُ فأمَمْتُهُمْ). غفر الله -تعالى- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما تقدّم وما تأخّر من ذنبه، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ).[٤٠] امتازت رسالة رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّها عامّة وشاملة للثّقلين؛ الإنس والجنّ، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي) إحداها: (وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً).[ حفظ الله -تعالى- القرآن الكريم وهو معجزة رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- إلى يوم الدين، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ). لم يُقسِم الله -تعالى- بحياة أحدٍ من البشر سوى رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال الله -تعالى-: (لَعَمرُكَ إِنَّهُم لَفي سَكرَتِهِم يَعمَهونَ). لم يُخاطب الله -تعالى- أحداً من أنبيائه -عليهم السلام- بصفة النّبوة والرسالة سوى رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ)، وقال -تعالى-: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسبُكَ اللَّـهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ). فضّل الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن منحه وأعطاه مفاتيح خزائن الأرض، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَبيْنَا أنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأرْضِ، فَوُضِعَتْ في يَدِي). فضّل الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن أعطاه المُفَصّل من السّور، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ). خصّ الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن منحه جوامع الكَلِم، ونَصره بالُّرعب، وأحلّ له الغنائم، وجعل له الأرض طهوراً ومسجداً، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فُضِّلْتُ علَى الأنْبِياءِ بسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَهُورًا ومَسْجِدًا). خصّ الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن آتاه سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، لِما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ). أَذِن الله -تعالى- لرسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يُبيّن لأمّته صفة الدّجال، وخصّه بذلك لأنّه خارج في أمّته لا مَحالة، لما ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّاسِ فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقالَ: إنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وما مِن نَبِيٍّ إلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ، ولَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فيه قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أنَّهُ أَعْوَرُ، وأنَّ اللَّهَ ليسَ بأَعْوَرَ). لم يبعث الله -تعالى- رسولاً بعد رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، فكان هو خاتم النبيين والمرسلين، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).[٥٢][٣٣][٥٣]

أولو العزم من الرسل

من الجدير بالذكر أن الرسل ذو إرادة عالية وقوة تحمل شديدة، فقد صبروا زمن قريش في مواقف لم يستطع احد التحمل فيها، إذ صبروا على الاذى الكبير وكانوا يعذبوا ويهانوا ولكن يتجاوزا ذلك في سبيل الدفاع عن الدين الاسلامي، فهناك فئة كبيرة سميت بأولي العزم من الرسل ويرجع سبب هذه التسمية لانهم كانوا اصحاب عزيمة كبيرة وعالية فقد سطروا كل سطور الصبر وكانت لهم جهودهم العظيمة في التحمل والثبات في وجه الباطل كان من أسمى امنياتهم الموت وهؤلاء هم: النبي نوح عليه السلام، والنبي موسى عليه السلام، وابراهيم عليه السلام، وعيسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم، الى هنا نكون قد توصلنا إلى اجابة السؤال المطروح

السؤال: أولو العزم من الرسل

الإجابة/ النبي نوح عليه السلام، والنبي موسى عليه السلام، وابراهيم عليه السلام، وعيسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم،

اقرأ أيضا