ما هو التوحيد
تعريف التوحيد لغةً واصطلاحاً أصل أصل كلمة التوحيد من "وحد"، وكل معاني هذه المفردة في اللغة تدل على الانفراد أو المنفرد،أما في الاصطلاح: فالتوحيد هو عبادة الله وحده لا شريك له، وإفراده بالعبادة، وإثبات أسمائه وصفاته، وإفراد خصائص الربوبية له وحده، وهو ما جاء يؤكّده كلام الله سبحانه وكلام نبيّه الكريم.
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد عند معظم العلماء إلى ثلاثة أقسام، وهي: توحيد الربوبية: هو الاعتقاد بأن الله هو خالق الكون، والرازق للعباد، والمدبر لشؤونهم، والمتصرف في أحوالهم. توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بالعبادة، وأنه المستحق لها وحده لا سواه، وهو التوحيد الذي بُعثت الرسل به لدعوة أممهم. توحيد الأسماء والصفات: ويعني إفراد الله بأسمائه الحسنى دون غيره، فالله هو الرحمن الرحيم الملك القدوس، وما سواه هم عباد الرحمن، وعباد الرحيم، ويترتب على ذلك أيضاً تنزيهه عن صفات البشر الضغفاء؛ كالنوم، والعجز، والكسل، والبكاء، والندم.
وتقسيم أنواع التوحيد هو تقسيم اجتهادي نظري، فمنهم من قسّمه لقسمين: توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد القصد والطلب، ومنهم من قسّمه إلى ستة، ولكن الأعم الأغلب تقسيمه إلى الثلاثة -التي ذُكرت سابقا-، وعلى أية حال لا يكون المرء مؤمناً إلا إذا جاء بها جميعها. وأما من اعترض على التقسيم وأنكره أشد إنكار؛ فهو لقولهم أن التوحيد مصدر ولا يمكن تقسيمه لذاته، وقال البعض إن هذا التقسيم هو عائد لدين النصارى، وقد كثر اللغط والتشدّد فيه وليس هنا مكان تفصيل ذلك. لكنّ عموماً أكثر العلماء ذكروا التقسيمات الثلاثة، مع الإشارة إلى أنّ بينها جميعها تلازم.
فضل التوحيد مَن حقّق التوحيد فإن فضله كبيراً عند الله، ومن ذلك: دخول الجنة، وتحريمه على النار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ منه، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ علَى ما كانَ مِنَ العَمَلِ). الأمن والاهتداء ببركة الإيمان، يقول -سبحانه وتعالى- (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا). يكون من الأبرار بترك ما حرّم الله وفعل ما أوجب، ويكون من السابق للخيرات بأن يسعى لكمال الإيمان، يقول -سبحانه وتعالى- : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).
العلاقة بين التوحيد والعقيدة
سُمّي علم التوحيد بعلم العقيدة بناء على النتائج والثمار المرجوة منه، فعلم التوحيد هو العلم الذي يُستدل به على إثبات العقائد الدينية، وعلم العقيدة يقوم بردّ الشبهات، فيجتمعان بمعرفة الحق مع الاستدلال عليه، فهما علمان مترادفان لبعضهما.[ والتوحيد ركيزة أساسية من ركائز الدين الإسلامي، ومن خالفها فقد خالف ركناً أساسياً من أركان الاسلام الخمسة، وخرج عن ملة أبينا إبراهيم، وسنّة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ووصفه القرآن بأنه كافر مرتد حيث قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ).
ملخص المقال: توحيد الله سبحانه يكون بالاعتقاد الجازم أنه لا شريك له، وأنه المتصرف الوحيد في هذا الكون المستحق للعبادة، المتصف بصفات الكمال، وعليه فإن أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد ربوبية، وألوهية، وأسماء وصفات. وتحقيق التوحيد ينعكس على المسلم بمجموعة من الفضائل في الدنيا والآخرة، كما أن التوحيد لا ينفك عن علم العقيدة.