من هو صاحب كتاب حليمة
من هو صاحب كتاب حليمة، حيث تميزت المكتبة العربية باختوائها على الكثير من الكتب بمختلف أنواعها، قدمها كتاب وأدباء كبار لهم اسمهم في صدر تاريخ الأدب العربي، وفي هذا المقال سنعرف من صاحب كتاب حليمةو تلخيص قصة حليمة.
من هو صاحب كتاب حليمة
إن صاحب كتاب حليمة هو محمد العروسي بن عبد الله بن المبروك بن الطاهر المامي المطوي المهذبي، المعروف بمحمد العروسي المطوي، وقد ولد بمدينة المطوية بالجنوب التونسي سنة 1920 وتوفي سنة 2005م، وهو أديب وسياسي تونسي معاصر، له العديد من البحوث والروايات والقصص، أبرزها روايات التوت المر، وحليمة، ورجع الصدى، وسهرت منه الليالي.
نشأة صاحب كتاب حليمة
زاول محمد العروسي المطوي تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه، حيث دخل الكتّاب أزلا، ثم انتقل إلى المدرسة الفرنسية العربية بالمطوية، وسافر بعد ذلك إلى تونس العاصمة، حيث أحرز على الشهادة الابتدائية عام 1935، ثم التحق بالتعليم الزيتونة، وقد أحرز على مختلف الشهائد الزيتونية: وأولاها شهادة الأهلية عام 1940، ثم التحصيل عام 1943، وهي ما يوازي شهادة ختم التعليم الثانوي، وأخيرا شهادة العالمية في عام 1946. وبالإضافة إلى ذلك تابع محمد العروسي المطوي دروس الحقوق التونسية ليحصل على شهادتها في عام 1946، كما أحرز على على الإجازة في البحوث الإسلامية عام 1947، من المعهد الخلدوني.
مسيرة محمد العروسي المطوي الأدبية والسياسية
شارك محمد العروسي المطوي عام 1948 في مناظرة التدريس بالجامع الأعظم وتمكن من النجاح فيها لينضم إلى هيئة التدريس به، وقد درّ الأدب والتاريخ مستعملا مناهج عصرية، وبعد الاستقلال عام 1956م التحق بالسلك الدبلوماسي حيث عمل سفيرًا في كل من العراق وكان أول سفير لتونس في بغداد، كما عمل في مصر وفي المملكة العربية السعودية، واستمر في هذا السلك إلى عام 1963م، وفي عام 1964م انتخب نائبًا في البرلمان التونسي، واستمرت عضويته طيلة أربع دورات متتالية.
مؤلفات محمد العروسي المطوي
نظم محمد العروسي المطوي الشعر وكتب المقالة الصحفية والدراسة الأدبية والقصة القصيرة والرواية والمسرحية، وقصص الأطفال وتحقيق التراث وقد صدرت له العناوين الآتية:
- الدراسات: التعليم الزيتوني ووسائل إصلاحه، الحروب الصليبية في المشرق و المغرب، جلال الدين السيوطي، امرؤ القيس، أسس التطور و التجديد في الإسلام، من طرائف التاريخ، فضائل إفريقية في الآثار والأحاديث الموضوعة، سيرة القيروان، السلطنة الحفصية.
- التحقيقات: النصوص المفسرة، خريدة القصر و جريدة العصر، تحفة المحبين والأصحاب، أنموذج الزمان في شعراء القيروان، مسائل السماسرة لأبي العباس الأبياني، الجزء الثالث من كتاب الورقات، كتاب العمر في المصنفات والمؤلفين التونسيين وقد راجعه وأكمله محمد العروسي المطوي، بساط العقيق في حضارة القيروان و شاعرها ابن رشيق، آداب المعلمين لمحمد بن سحنون.
- الكتب الأدبية: ومن الضحايا، فرحة الشعب، حليمة، التوت المر، طريق المعصرة، خالد بن الوليد، من الدهليز، رجع الصدى حبيك.
- قصص للأطفال: أبو نصيحة، السمكة المغرورة، عنز قيسون، جنية ابن الأزرق، شعاطيط بعاطيط، حمار جكتيس، أمير زنجبار، الوفاق، القوس المكسور، السد الكبير، هل تحبين السكر، الديك فوق الشجرة، على الشاطئ، ميمي و التلفاز، الفروج، الدب والدمية، أم العصافير، كونو الطماع، مروحة الريش.
إنجازات محمد العروسي المطوي
كان العروسي المطوي عضوًا مؤسسا ورئيسا للنادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية بداية من الستينات إلى بداية الألفية الواحد والعشرين، وقد كان عضو مؤسس لاتحاد الكتاب التونسيين، وآلت إليه رئاسته لمدة عشر سنوات بين 1981 و1991، وتولى خطة رئيس تحرير وصاحب امتياز مجلة قصص منذ عام 1966م، كما شغل خطة أمين عام اتحاد الكتاب العرب.
الجوائز التي حصل عليها محمد العروسي المطوي
تحصل محمد العروسي المطوي على عدة جوائز أبرزها جائزة بلدية تونس في الرواية مرتين، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب والوشاح الأكبر للوسام الثقافي وعدداً آخر من الأوسمة التونسية وغير التونسية، وقد خُلدت ذكراه من خلال المكتبة العمومية بالمطوية التي سميت باسمه، وكان قد أهداها مكتبته الخاصة، كما تقام ندوة سنوية بمسقط رأسه تحت عنوان “ملتقى محمد العروسي المطوي للآداب والحضارة العربية، وقد أقيمت الدورة الثالثة منه يومي 24 و25 مارس 2010م.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد بيّنا لكم من هو صاحب كتاب حليمة، وهو الأديب التونسي محمد العروسي المطوي، وهو سياسي كبير أيضًا.
تلخيص قصة حليمة
بيوم من الأيام شعرت فتاة تدعى “زينب” بالملل والفتور بالأيام وتشابهها، فذهبت إلى المكتبة العمومية لتجد ما ترفه به عن نفسها ويعطها الكثير من الشغف بالحياة ويبدلها عليها، وبينما تناولت قصة لتقرئها جاءتها صديقتها “فاطمة” صدفة فسألتها…
فاطمة: “ماذا تقرئين؟!”
زينب: “ألا ترين يا فاطمة؟!، إنها قصة”.
فاطمة: “قصة؟!، وما اسمها إذاً؟”
زينب: “إن عنوان القصة التي بيدي الآن “حليمة”.
فاطمة: “حليمة!، إن عنوان هذه القصة ليس بالغريب عني، فقد سمعت والدي ذات مرة يتحدث أمامنا عنه”.
زينب: “بالتأكيد، لابد له أن يتحدث عنه، فقصة حليمة من القصص القصيرة المشهورة والتي حازت على جائزة بلدية العاصمة تونس عام 1962 ميلاديا”.
فاطمة: “و يا ترى كم عدد صفحاتها؟!”
زينب: “عدد صفحاتها 182 صفحة”.
فاطمة: “وحجم الصفحة الواحدة؟!”
زينب: “وصفحاتها متوسطة الحجم”.
فاطمة: “وهل بها من صور وكم عددها؟”
زينب: “نعم بها صور، وعدد الصور بالقصة كاملة عشرة صور”.
فاطمة: “و يا ترى صورها ملونة بالألوان أم أنها باللون والأسود والأبيض فحسب؟”
زينب: “إنها صور مرسومة باليد وباللونين الأبيض والأسود فقط”.
فاطمة: “وكم ثمنها؟!”
زينب: “ليست باهظة الثمن يا فاطمة على الإطلاق”.
فاطمة: “وما الدار التي تولت نشر هذه القصة؟”
زينب: “إن النسخة التي بين يدي الآن هي من نشر الدار العربية للكتاب لعام 2001 ميلاديا، وهذه النسخة هي الطبعة العاشرة للرواية.
فاطمة: “ومن هو كاتب هذه القصة؟”
زينب: “إنه الكاتب محمد العروسي المطوي”.
فاطمة: “نعم أعلمه جيدا، لقد قرأت له منشورين في الشعر، منشور كان تحت عنون (من الضحايا) والذي نشر سنة 1956 ميلاديا، والثاني كان تحت مسنى (طريق المعصرة) والذي نشر أيضا سنة 1981 ميلاديا”.
زينب: “أما عني ففي الشعر لم أقرأ له سوى (فرحة شعب) والتي نشرت عام 1963 ميلاديا، ولكني قرأت قصته الشهيرة للغاية قصة التوت المر والتي نشرت بعام 1967 ميلاديا”.
فاطمة: “أتعلمين لقد قرأت بالصحف أنه قد نشرت له رواية من جنس السيرة الذاتية”.
زينب: “لم أعلم بعد، ولكني حتما سأبحث عنها لأقرأها فأسلوب محمد العروسي المطوي يعجبني للغاية، لذلك فإني أبح أن أقرأ له كل ما كتب”.
فاطمة: “بما أنكِ تعشقين القراءة له إذاً لابد أنكِ تعرفين شيئا عن شخصيته وحياته أيضا”.
زينب: “حقيقة كل ما أعلمه عنه أنه كاتب وأديب تونسي، ولد في التاسع عشر من جانفي لعام 1920 ميلاديا بمدينة المطوية جنوب تونس، وقد درس بجامع الزيتونة، وكانت له العديد من الأنشطة الثقافية والأدبية المتنوعة”.
فاطمة: “نعم إنني على علم بأنه قد ترأس عددا من الجمعيات الثقافية والأدبية، فقد كان الرئيس لاتحاد الكتاب التونسيين، ورئيسا لاتحاد الملحنين والمؤلفين ورئيسا أيضا لنادي القصة”.
زينب: “لقد اتضح أنكِ تعلمين عنه أكثر مما أعلم، ولكننا لا يمكن أن ننسى أنه قام بزيارة العديد من الدول العربية والإفريقية أيضا بحكم كونه دبلوماسيا أيضا”.
فاطمة: “شخص مثله يعد فخرا لتونس وكل التونسيين أيضا”.
زينب: “بل فخرا لكل العرب”.
فاطمة: “ولكنه هل لايزال على قيد الحياة؟”
زينب: “للأسف لقد توفي بالخامس والعشرين من جويلية لعام 2005 ميلاديا عن عمر يناهز خمسة وثمانين عاما”.
وبعد قليل من الأيام آثرت فاطمة أن تقابل صديقتها زينب لتكملا حديثهما الشيق عن الرواية وعن كاتبها…
فاطمة: “هل قرأتِ الرواية كاملة؟!”
زينب: “لم أستطع أن أتركها من يدي إلا بعدما أنهيتها، وإن كنت أتركها فكانت عنوة لظروف الحياة اليومية التي تعيشها جميع النساء”.
فاطمة: “إذاً أخبريني ما موضوع القصة الذي أراد توصيله الكاتب المطوي إيصاله؟”
زينب: “الفكرة التي أراد أن يوصلها الكاتب إلينا أن مقاومة المستعمر الفرنسي المغتصب لأرض تونس لم تكن تقوم على أيدي جيش نظامي مدرب، وإنما كانت على أيدي شعب بسيط كادح، وبهذا النضال والكفاح شاركت كل طوائف الشعب التونسي من رجل وامرأة كبير وصغير حتى الشيخ العجوز شارك ونال هذا الشرف العظيم”.
فاطمة: هل يمكنكِ أن تلخصي لي القصة من خلال تلخيص بسيط لكل فصل منها؟
زينب: بكل تأكيد، ولكني أيضا أنصحكِ بقراءتها فأسلوبه سيأسر روحكِ بكل تأكيد…
- الفصل الأول: جاءت الفكرة به حول أن “أم حليمة” كنت تغزل الصوف، وتفكر كسائر الأمهات في وضع ابنتها الوحيدة حليمة.
- الفصل الثاني: تدور أحداثه كاملة حول أن إحدى الفتيات عيرت حليمة وقالت لها (أنتِ ابنة سارق!)
- الفصل الثالث: تتذكر والدة حليمة كيف أنها اشتهت وردة بضيعة المعمر، وأخبرت زوجها بنيتها الطيبة على ما اشتهته، فأراد زوجها أن يسعد قلبها بقطف الوردة لها ولكن حارس الضيعة منعه من ذلك.
- الفصل الرابع: والدة حليمة لم تستطع الإجابة عن سؤال ابنتها المتكرر عن سبب موت والدها، لذلك عمدت والدتها إلى كتابة حرز لابنتها حتى تصرفها عن ذاك السؤال؛ وحليمة تطرد من المدرسة.
- الفصل الخامس: بأحداث الفصل هذا تقرأ حليمة رسالة لأم عبد الحميد وتحصد مع عائلته القمح.
- الفصل السادس: وأخيرا تكشف والدة حليمة لابنتها عن السر وراء موت والدها!
- الفصل السابع: والد عبد الحميد يخطب حليمة لابنه عبد الحميد.
- الفصل الثامن: تنتقل حليمة إلى تونس العاصمة بعد زواجها، ووالدتها ترحل عن الحياة بعد شهرين.
- الفصل التاسع: تكتشف حليمة الزوجة أن زوجها عبد الحميد قد انخرط في مقاومة المستعمر الفرنسي.
- الفصل العاشر: وبدورها تنخرط أيضا حليمة في مقاومة المستعمر، أما عن زوجها فيختفي!
- الفصل الحادي عشر: تصاب حليمة أثناء مظاهرة وتدخل إثرها المستشفى.
- الفصل الثاني عشر: تساهم حليمة بمساعدة ممرضة تدعى سعاد في تهريب أحد المقاومين.
- الفصل الثالث عشر: تخرج حليمة من المستشفى لتجد أن زوجها في غيابات السجون.
فاطمة: “ومن قراءتكِ ما هي شخصية حليمة؟”
زينب: “حليمة فتاة نشأت وتربت يتيمة حيث أن والده قتل بطلق ناري عندما أراد أن يقطف وردة قد اشتهتها زوجته الحامل، وقد كانت زوجته حينها حاملا بابنتهما حليمة.
اتسمت بصغرها بالذكاء والمشاكسة أيضا، وبسبب إجهادها بالمدرسة مرضت وطردت إثر مرضها.
وعندما كبرت تزوجت من عبد الحميد والذي كان من أبناء قريتها، سافرت معه لتونس حيث استقرت وانخرطت في مقاومة المستعمر الفرنسي.
اتسمت بحسها الوطني الشديد، ومدى كرهها للمستعمر والذي كان نابعا من موت والدها غدرا على يديه”.
فاطمة: “هل بإمكانكِ تلخيص فوائد القصة؟”
زينب: “بكل سرور…
هذه القصة عكست طبيعة الشعب التونسي الأبي الذي أبى أن يحكم بواسطة الأجنبي وضحى بحياته في سبيل ذلك.
كما دلت هذه القصة على مدة تكتتف الشعب التونسي وحبه الشديد لبعضه البعض، فلولا مساعدة أهالي القرية لأم حليمة لما استطاعت أن تربيها، ولولا مساعدة الممرضة وحليمة لما استطاع المقاوم أن يهرب من المستشفى.
كما سلطت القصة الضوء على جو الوئام الذي كان يسود بين طوائف الشعب التونسي، فقد ضحى والد حليمة بحياته رغبة في إدخال السور على قلب زوجته، وكما أخذ عبد الحميد والدة زوجته معه تونس لتعيش معهما، وطوال فصول القصة لم تعهد والدة عبد الحميد أية مشاكل مع كنتها حليمة، بل كان يسود بينهما كل الحب والوئام.