هل العدالة تقوم على أساس التفاوت أم المساواة
هل العدالة تقوم على أساس التفاوت أم المساواة، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم مأسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
المقدمة:
من ان وجد الإنسان وهو يعيش حياة الفطرة والت تسيرها القوانين الطبيعية ، لكن تطورت حياته وأصبحت أكثر تنظيما من ذي قبل ،وأصبح اجتماعي الطبع لا يستطيع العيش بمعزل عن الجماعة ،وذا المجتمع تسير مجموعة من القوانين التي تنظم حياة الفرد منا العدالة الاجتماعية التي ي ذلك التوافق والتلازم بين الحقوق والواجبات أو كما عرفا برود ون "...ذلك الاحترام المتبادل الذي يشعر بيه المرء تلقائيا للكرامة الإنسانية لأي إنسان مما كان وفي كل ظرف تكون هذه الكرامة موضع تهديد و أيا كانت هذه المخاطرة التي تتعرض لها بسبب تصديها لدفاع عنها.."وقد حدث جدال في الأوساط الفلسفية حول تحقيق العدالة الاجتماعية، فهناك من يرى أنها تتحقق بالمساواة وهناك البعض الأخر أنها تتحقق بالتفاوت، فهل العدالة الاجتماعية تتحقق بالمساواة أو التفاوت؟
محاولة حل المشكلة:
الموقف الأول "المساواة": يرى بعض المفكرين والفلاسفة إن العدالة الاجتماعية تتحقق بالمساواة بين الأفراد وهذا ما أكد "فلاسفة القانون الطبيعي"،باعتبارهم ان المساواة هي أساس العدالة الاجتماعية ، وان الذين كانوا يعيشون حياة الفطرة يتمتعون بالمساواة المطلقة ومارسوا حقوقهم الطبيعية على أكمل وجه هذا إضافة إلى أن الناس متساوون في القدرات العقلية و الجسدية وان وجد اختلاف فو بسيط إضافة إلى أن الناس متساوون جميعا في القدرة على التعلم ّ، والمساواة بين الحقوق والواجبات هو ما يحقق العدالة الاجتماعية ،وإضافة إلى الذين أكد على المساواة نجد "فلاسفة نظرية العقد الاجتماعي حيث يرى هؤلاء أن العدالة تقوم على المساواة بين الأفراد من منطلق أن الأفراد تعاقدوا من الخروج من حالة الفطرة إلى الحياة الاجتماعية أكثر تطور وتنظيم حيث كانوا يتمتعون بمساواة مطلقة في المجتمع الطبيعي و بانتقالهم إلى المجتمع السياسي أصبحت حياتهم أكثر تنظيما تخاف على مساواتهم الطبيعية و من هنا أصبحت المساواة شرطا أساسيا لقيام العقد و بهذا تتحقق العدالة ،وذا إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على المساواة كأساس لتجسيد العدالة والتي تأثره بها الثورات التنويرية بفرنسا،وهذا ما أ كده "جون لوك "باعتبار انه هناك قوانين ثابتة ومطلقة تطبق على الأفراد الفقير والغني والحاكم والمحكوم ، وذا مؤكده الفلسفة الاشتراكية باعتبار أن مبادئ الاشتراكية تقوم على المساواة بين الإفراد أي الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج،
النقد
بالرغم من أهمية ما أتى بيه أنصار المساواة إلا انه لا يمكن للعدالة أن تتحقق فقط بالمساواة لأنها قد تتحقق بالتفاوت والفكرة التي أكد عليها فلاسفة القانون الطبيعي لا يمكن الأخذ بها بشكل مطلق لأنه لا يمكن تحقيق مساواة مطلقة ولان الناس مختلفون في القدرات العقلية والجسمية وذا إضافة إلى ما أكده فلاسفة العقد الاجتماعي لا يمكن التسليم به لا يمكن أن تحقق المساواة في المجتمع لا يؤدي كل واجباته وكل لا يأخذ كل حقوقه وبهذا يحدث تفاوت ومن جهة أخري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يطبق بشكل مطلق على ارض الواقع.وما أكده جون لوك بثبات إلى قوانين غير وارد في تاريخ البشرية.
الموقف الثاني " التفاوت "
يرى بعض المفكرين والفلاسفة إن العدالة الاجتماعية تتحقق بالتفاوت بين الإفراد وهذا ما أكده أنصار الفلسفة الكلاسيكية من بينهم أفلاطون الذي قسم المجتمع إلى ثلاث طبقات طبقة الحاكمة والجنود والعبيد والتي تقابل مستويات النفس الثلاثة العاقلة و الغضبة والشهوانية وهذا التقسيم يؤكد على التفاوت وهذا ما أكده أرسطو" حيث أعتقد أن الناس يولدون عبيدا بالفطرة ولا يصلحون إلا للعبودية والعدل في هذا المنطق انه يضع كل فرد في مكانه الطبيعي . وهذا إضافة إلى أنصار التفاوت نجد الفلسفة الحديثة والتي تؤكد على مبدأ التفاوت من بينهم "هيغل الذي يؤكد على التفاوت بالأخص بين الأمم فهو يعتقد أن الأمة التي تصل إلى الفكرة المطلقة يحق لها إن تملك كل الحقوق وتسيطر على الأمم الأخرى الضعيفة وهذا ما أكده"نيتشه الذي قسم المجتمع إلى طبقتين الأسياد والعبيد و أن من الطبيعي أن يكون للأسياد كل الحقوق.وهذا ما أكده النظام الرأسمالي الذي يقر بالتفاوت خاصة في الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ويظهر التفاوت بظهور طبقة مالكة وطبقة عاملة ، وهذا إضافة إلى ما نجده عند علماء العلوم الطبيعية الذين يؤكدون على التفاوت خاصة من الناحية العضوية وما يحتم الاختلاف في القدرات و اداء الواجبات وهنا يظهر التفاوت إضافة الى الأوضاع الاجتماعية للإنسان فهناك الفقير والغني وبهذا هناك الاختلاف وتفاوت وهذا ما يحقق العدالة الاجتماعية.
النقد:
بالرغم من أهمية ما أتى به أنصار التفاوت إلا انه لا يمكن للعدالة الاجتماعية ان تتحقق بالتفاوت المطلق بين الأفراد لأنه يجب إن تتحقق أيضا بمبدأ المساواة في عدة مجالات كما أن مأتى به أنصار الفلسفة الكلاسيكية يعد ظلم واستغلال إضافة الي ما أتى به أنصار الفلسفة الحديثة يؤدي إلى انتشار معظم أنواع الفساد وانتشار الحروب وما أتى به الرأسماليون يؤدي إلى ظهور الطبقية و فكرة البيولوجيين فقد فرقوا بشكل مطلق بين الأفراد وهذا ما يؤدي إلى اختلال التوازن داخل المجتمع.
التركيب :
من هنا يمكننا القول ان العدالة الاجتماعية تتحقق بالجمع بين المساواة والتفاوت معا وذلك بان تقوم على مبادئ موضوعية تعكس ممارستها الواقعية وهذا ما أكده زكي نجيب محمود أن العدالة الاجتماعية تتحقق في تحديد مجالات الحياة وتقسيمها .
الخاتمة :
نستنتج أن العدالة تتحقق بالمساواة والتفاوت .فالمساواة في داخل المجتمع والتفاوت في القدرات أي قدرات الأفراد وبهذا تتحقق العدالة الاجتماعية