ما اطول سورة في القران الكريم
ما اطول سورة في القران الكريم، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم مأسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
أطول سورة في القرآن
تتباين سور القرآن الكريم من حيث طولها، وأطول سور القرآن الكريم هي سورة البقرة، وهذا يتناسب مع افتتاح القرآن الكريم بالسبع الطوال من السور، والبدء بسورة البقرة كونها الأطول من بين سور القرآن الكريم، وأطول آيةٍ في القرآن هي آية الدَّين في سورة البقرة، وتمتاز سورة البقرة بأنّ جميع آياتها مدنيةٌ بإجماع العلماء على ذلك، حيث إنّ معظم آيات سورة البقرة نزلت في أوّل الهجرة، وعددها مئتان وستّ وثمانون آية، وقد ذكر بعض العلماء ومنهم ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ آخر آيةٍ نزلت من القرآن الكريم في سورة البقرة؛ وهي قول الله -عزّ وجلّ-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ). كما ويُلاحظ المتدبّر في ترتيب سور القرآن الكريم أنّها بدأت بأطول سورةٍ في القرآن بعد سورة الفاتحة؛ فبدأ بسورة البقرة، ثمّ تليها بقيّة السبع الطوال بتقديم المدنيّ منها على المكيّ.
ولم يكن ترتيب السور في القرآن الكريم مبنيّاً على طول السورة فقط؛ فسورة الأنعام أطول من المائدة، لكنّها جاءت بعدها في الترتيب، وسورة الأعراف أطول من الأنعام؛ وقد جاءت بعدها أيضاً لاعتباراتٍ كثيرةٍ غير طول السورة، مع أنّ الطول في ترتيب سور القرآن الكريم بالعموم هو شيئ مراعى مع وجود استثناءاتٍ في ذلك، وقد سُميّت سورة البقرة بهذا الاسم نسبة لقصّة بقرة بني اسرائيل فيها، حيث ذكر الله -تعالى- موقفهم مع نبيّهم واستهزائهم به، ورفضهم للأوامر التي أمرهم بها -عليه السلام-، وإساءتهم للأدب مع الله -عزّ وجلّ-، وفي ذكر هذه القصّة موعظة للمسلمين كما أنّ فيها تنبيهاً على السلوكات الخاطئة التي قام بها أصحاب القصّة، وتعتبر سورة البقرة فسطاط القرآن الكريم، لما تحتويه من قصصٍ وعبر، فتحوي خمسة عشر مَثلاً، وخمسمئة حُكمٍ؛ فآية الدين وحدها في سورة البقرة تحوي أربعة عشر حكماً، وهي أطول آيةٍ في القرآن الكريم.
فضل سورة البقرة
ذكرت الأحاديث النبويّة الشريفة عدداً من الفضائل لسورة البقرة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
- حماية البيت وأهله من أذى الشيطان؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ)؛ فلو قسّم المسلم قراءة سورة البقرة على أيّام الأسبوع مثلاً حتى يُتمّها؛ لكانت حصناً له من غواية الشيطان، وتكرارها على ذلك في كلّ أسبوع أو حسب الاستطاعة.
- شفاعة سورة البقرة لصاحبها يوم القيامة؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما).
- اشتمال سورة البقرة على أعظم آيةٍ في القرآن الكريم؛ وهي آية الكرسي؛ فقد ذكر أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال له ذات مرّة: (يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة:255]. قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ).
- كفاية من يقرأ آخر سورة البقرة في ليلته، حيث ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك في قوله: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)، ومعنى كفتاه؛ أيّ أنّهما كفّتا عنه الأذى في تلك الليلة، وتأتي بمعنى كفتاه أجر قيام تلك الليلة.
- قراءة آية الكرسي بعد كلّ صلاةٍ مفروضةٍ سبب لدخول الجنّة، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ).
- تحصيل البركة في حياة قارئ سورة البقرة، ففي قراءتها خيرٌ عظيمٌ ينعكس في حياة المسلم، كما أنّ في الإعراض عن قراءتها ندامةٌ وحسرة للمسلم، وقد ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ سورة البقرة تحفظ المسلم من السحرة، وتحميه من الأذى، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).
أهمية القرآن الكريم
ختم الله -تعالى- الكتب السماويّة بالقرآن الكريم، فجعله خالداً بإعجازه ليكون حجّةٍ على العالمين، وفيه الهداية والرحمة للناس كافّةً؛ فقد أخبر الله -تعالى- عباده وأرشدهم إلى ذلك بقوله -عزّ وجلّ-: (إِنَّ هـذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبيرًا)، ويتضمّن القرآن الكريم جميع ما يحتاجه العبد في طريق سيره في الحياة الدنيا إلى الآخرة؛ فالقرآن الكريم شريعةٌ تامّة، ومنهج متكامل، وقد جعله الله -تعالى- حجّةً وتأييداً لنبوّة محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد عجز أهل اللغة والبلاغة والفصاحة عن الإتيان بمثله، ولو حتّى بآيةٍ واحدة؛ فقد تحدّى الله -تعالى- الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله فما استطاعوا، قال -تعالى-: (قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هـذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا)، وهذا أعظم دليلٍ على أنّ هذا الكتاب من كلام الله -تعالى- وليس من كلام البشر، فمصدره سماويٌّ بلا خلاف.