السلطان أردوغان: العالم التركي محل العالم الروسي
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري روديونوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول سعي تركيا إلى دور الزعامة الأيديولوجية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، على حساب روسيا.
وجاء في المقال:تبين أن روسيا يمكن أن تكون أيضا مركزا للعالم التركي وليس فقط الروسي. صرح بذلك السكرتير الصحفي للكرملين دميتري بيسكوف، معلقا على خريطة العالم التركي التي قدمها حليف أردوغان السياسي دولت بهجلي إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تشمل جزءا من جنوب روسيا وشرق سيبيريا والبلقان وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان ومنطقة شينجيانغ الاويغورية ذاتية الحكم في الصين وأراضي منغوليا وإيران. وبحسب بيسكوف، يأسف الكرملين لأن الخريطة التي أهديت لرئيس تركيا، والتي التقط معها صورة، لا تحتوي على نجمة حمراء تعني أن روسيا في مركزها".
وتحدث بيسكوف بلسان خبير في الشؤون التركية فقال: "إن (مركز العالم التركي) ليس في تركيا، إنما في أراضي روسيا، في ألتاي، في ذلك المكان المقدس، مسقط رأسهم"..
وفي الصدد، قال رئيس مجلس الخبراء في صندوق التنمية الاستراتيجية، إيغور شاتروف: "أردوغان يشعر بالضيق في العالم الإسلامي، في إطار الحضارة الإسلامية المشتركة مع العديد من دول آسيا والشرق الأوسط".
" تركيا ليست زعيمة اقتصادية. لكن الصراع على الزعامة الأيديولوجية، الذي تخوضه تركيا مع السعودية وإيران، ليس له أي آفاق. الإسلام في تركيا ليبرالي إلى حد بعيد، وهو أمر لا يعجب الجيران. والمزارات الإسلامية الرئيسية ليست في تركيا، إنما لدى المنافسين. من هنا، في نواحٍ عديدة، برأيي، تنمو هذه النية لفصل حضارة تركية خاصة عن الحضارة الإسلامية المشتركة لتصبح تركيا قائدة لها ومُلهِمة إيديولوجيا، وبالتالي إحياء الإمبراطورية في حلّة جديدة. تحويل تركيا إلى قوة عالمية، من خلال نشر الأفكار التركية في العالم التركي بأسره وحتى على نطاق أوسع، هو هدف أردوغان".
و"كمثل الإمبراطورية العثمانية، انهار العالم التركي. ومحاولة إعادة إحيائها فكرة غير واعدة، على أقل تقدير، بل طوباوية".