لعبة بايدن النفطية إلى أين؟
تحت عنوان "كارتل يطرد كارتلا"، كتبت ايرينا كيزيك، في "إزفيستيا"، عن محاولة بايدن إنشاء كارتل نفطي مضاد لـ"أوبك+"، وما إذا كان سيكتب له النجاح.
وجاء في مقال كيزيكخبيرة المركز التحليلي لاتحاد منتجي النفط والغاز في روسيا:
يحاول الزعيم الأمريكي جو بايدن بكل قوته إخراج الولايات المتحدة من أزمة الطاقة، حيث تجاوز سعر وقود السيارات أعلى مستوياته في سبع سنوات. وبعد إعراض أعضاء أوبك+ عن طلبه بزيادة إنتاج النفط إلى 600-800 مليون برميل يوميا، أعلن أن لدى الإدارة الأمريكية "أدوات أخرى" في ترسانتها. وبحسب تقارير إعلامية، اتصل بالصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، راجيا النظر في إمكانية تحرير احتياطاتهم الاستراتيجية من النفط لتعديل أسعاره.
يبدو طلب الزعيم الأمريكي غريبا بعض الشيء، لعدة أسباب. فأولاً، بدأت الأزمة في الولايات المتحدة في الصيف بسبب هجوم إلكتروني على Colonial Pipeline، أكبر مشغل لخطوط الأنابيب في الولايات المتحدة. من الصيف وحتى ديسمبر، كان من الممكن ترتيب الأمور؛ وثانيا، قرار أوبك+ لشهر نوفمبر أملاه ميزان العرض والطلب، ولا ينبغي لبايدن، الذي يتوعد بتصريحاته اليوم أن يزعل؛ وفي الوقت الذي راح فيه أعضاء الكارتل يخفضون إنتاجهم، بدأت الشركات الأمريكية تضخ النفط وتفتح أسواقا جديدة.
واليوم، نظرا لموجة فيروس كورونا الجديدة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، تريد أمريكا إطلاق كميات هائلة من النفط، والتي، على خلفية انخفاض الطلب، ستؤدي ببساطة إلى انخفاض الأسعار. وفقا لصحيفة South China Morning Post، ستبدأ الولايات المتحدة، بصرف النظر عن قرار الصين، بيع النفط من احتياطاتها هذا الأسبوع.
ولكن، إلى متى تستطيع الولايات المتحدة خفض الأسعار؟ فأولاً، بعد كل "الأشياء الجيدة" التي فعلتها أمريكا للصين، من المستبعد أن تدعم بكين الاقتراح الأمريكي؛ وثانيا، في الثاني من ديسمبر، سيعقد اجتماع أوبك+ الدوري، وفي حال بدء مبيعات النفط الأمريكي، سوف يتم تبني إجراء مضاد حاسم، على الأرجح.