وعود بوتين لعباس
كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول نتائج لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وجاء في المقال: أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته اليوبيلية العشرين لروسيا. لكن لا هو ولا مضيفه لديهما ما يدعو للاحتفال. فتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي يسعى إليها عباس في رحلاته الخارجية، تبدو، كما كانت قبل سنوات عديدة، بلا أمل.
أكدت موسكو مرارا أن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مستحيلة إذا لم يعمل الفلسطينيون في جبهة موحدة، ما يعني ضرورة التغلب على الانقسام بين فتح وحماس، القائم منذ أكثر من عشر سنوات، وعلى الخلافات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الفلسطينيون إلى زعيم يحترم معظم السكان كلمته. وحينها يمكن التعويل على بعض التقدم في المفاوضات مع إسرائيل. الآن، لا توجد آفاق للحوار. لكن المشكلة ليست فقط في الجانب الفلسطيني. تدرك موسكو جيدا أن الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل، المكون من أحزاب يمينية ويسارية، هش للغاية. ففي إسرائيل، كما في فلسطين، لا يوجد زعيم يمكنه حشد الأغلبية لدفع عملية السلام إلى الأمام.
على هذه الخلفية، لا يبقى سوى الإدلاء ببيانات جميلة. في الوقت نفسه، فإن لدى القيادة الروسية قناعة صادقة بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مفتاح للاستقرار في الشرق الأوسط.
في سياق لقائه مع محمود عباس، وعد الرئيس الروسي بمواصلة العمل "مهما يكن ذلك صعبا" على حل المشكلة الفلسطينية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي القائمة.
وعلى الرغم من الموقف الدافع إلى اليأس، يبقى من المهم لموسكو أن تنشط في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية لسببين. أولاً، لأن هذه القضية مهمة دائما لروسيا بوصفها دولة ذات حضور فاعل رائد في المنصات الدولية؛ والثاني هو اتصالات روسيا الوثيقة مع الدول العربية والإسلامية، والتي تعد القضية الفلسطينية من أهم توجهات سياساتها الخارجية.