تركيا تَعْهد باقتصادها لمنافس عربي
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول زيارة ولي عهد الإمارات إلى تركيا، الهادفة، بحسب كاتب المقال، إلى إنقاذ أنقرة من أزمتها المالية.
وجاء في المقال: تزامنت زيارة الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد، إلى تركيا مع احتدام الأزمة في الاقتصاد التركي. فالليرة تتراجع، ما يشير إلى عدم فاعلية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لتحقيق الاستقرار. وتفاقم الوضع بسبب تنامي السخط العام.
مع نمو التقارب الدبلوماسي بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، كثرت التوقعات بزيادة الإمارات استثماراتها في تركيا، الدولة التي طالما كانت منافسا إقليميا لها.
السؤال الآخر هنا كيف سيؤثر ذوبان الجليد الدبلوماسي في الحلبات التي تتعارض فيها مصالح تركيا والإمارات العربية المتحدة؟
في محادثة مع"نيزافيسيمايا غازيتا"، أعرب الخبير في مركز البحوث السياسية في أنقرة، أورهان غفارلي، عن ثقته في أن تأثير المفاوضات مع الإمارات لن يقتصر على المجال الاقتصادي، إنما سيمتد إلى السياسة الخارجية. وسيكون لذلك تأثير إيجابي في ليبيا وسوريا والعراق ". وأشار غفارلي إلى أن الإمارات العربية المتحدة تلعب دورا مهما في محفظة استثمارات تركيا.
وفي الصدد، قال الباحث البارز في مركز الأبحاث السويسري "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود"، جليل حرشاوي، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"،إن من السابق لأوانه الحديث عن تنازلات في مسارح مثل ليبيا أو سوريا. فـ "الإمارات قامت بمحاولات عسكرية جريئة خلال رئاسة ترامب، لكنها فشلت فشلاً ذريعا. الإمارات، الآن، تدفع إلى العنف في ساحات أخرى مثل إثيوبيا، حيث تعمل تركيا في الجانب نفسه".
ووفقا لحرشاوي، من وجهة نظر اقتصادية، تحصل الإمارات على فرص هائلة لا تقتصر على الاستثمارات الذكية والرخيصة في تركيا الآن، في مواجهة أزمة العملة، إنما تصل إلى اكتساب قنوات تأثير على أردوغان والقيادة التركية بشكل عام. وخلص ضيف الصحيفة إلى أن "من الأنسب النظر إلى الموقف الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره إعادة توجه براغماتية، وليس استعدادا للتنازل عن أي شيء مهم".