الإمارات وتركيا وثّقتا السلام بالمال
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول النتائج الواقعية المهمة لزيارة ولي عهد الإمارات إلى أنقرة.
وجاء في المقال: وضع اللاعبان الرئيسيان في الشرق الأوسط، الإمارات العربية المتحدة وتركيا، رسميا نهاية للحرب الباردة التي استمرت بينهما ما يقرب من 10 سنوات، منذ بداية الربيع العربي. فقد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أنقرة، يوم الأربعاء الماضي. وجرى الحديث خلال المباحثات عن استثمار الإمارات مليارات الدولارات في الاقتصاد التركي، وعن الوضع في الشرق الأوسط.
لن تنقذ الاستثمارات الإماراتية الاقتصاد التركي، لكن قد يكون لها تأثير إيجابي على صورة أردوغان، على الأقل بين مؤيديه أو المتأرجحين.
ولواقعة أن محمد بن زايد هو من جاء إلى أنقرة، وليس أردوغان إلى أبو ظبي، أهمية خاصة في الشرق.
لقد تعقّدت العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة في بداية "الربيع العربي". وفي العام 2016، ألمحت أنقرة إلى أن أبو ظبي مولت خصوم الرئيس أردوغان. وتركيا غير راضية أيضا عن التقارب الإماراتي مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الخلافات التركية الإماراتية الأكثر حدة تجلت في ليبيا، حيث تدعم أنقرة طرابلس، وتدعم الإمارات، مع مصر، المشير خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق البلاد.
وفي الصدد، قال الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، لـ"كوميرسانت": "الاتصالات على أعلى مستوى لن تؤثر بشكل جوهري في مواقف البلدين من المشاكل الإقليمية، لكنها ستسمح بعدم وصول الموقف إلى تصعيد عسكري، كما كان الحال، على سبيل المثال، عندما شجعت الإمارات هجوم حفتر على طرابلس من عدة سنوات". وبحسب سيمونوف فإن الأهم في المباحثات التركية الإماراتية هو أن دول المنطقة تجاوزت مرحلة "الربيع العربي" واعترفت بالواقع الجديد. فلقد "تم الاعتراف بمجالات النفوذ الجديدة، وباتت كل التناقضات مفهومة. وعلى الرغم من أنه لا يزال من الصعب التغلب عليها، تعلمت الأطراف كيفية التعايش معها، بل وبناء علاقات متبادلة المنفعة على الرغم من التنافس".