دور العقل في تمحيص الافكار والموروثات
دور العقل في تمحيص الافكار والموروثات، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
إن دعوة القرآن الكريم للنظر العقلي دعوة صريحة لا تقبل التأويل، فقد جعل الإسلام النظر العقلي واجبًا دينيًا، وجعل ممارسة الوظائف العقلية فريضة إلهية؛ بل ومسؤولية حتمية لا يستطيع الإنسان الفكاك منها و سيحاسب على مدى حسن أو إساءة استخدامه لها.
وعند الحديث عن النظر العقلي في القرآن الكريم فإن الأمر يقتضي أن نتحدث أولًا عن مكانة العقل في القرآن الكريم؛ لأن العقل أساس النظر، ولا يوجد نظر بدون عقل كما يقول الإمام الجويني: إن (شرط ابتداء النظر تقدم العقل)(1).
ولم يرد لفظ «عقل» في القرآن الكريم على الإطلاق، وإنما جاء النظر العقلي بمعنى استخدام العقل في التعقل؛ لأن العقل ليس له ماهية قائمة بذاته، إنما هو عمليات عقلية صرحت بها الآيات الكريمة في مواضع كثيرة.
فجاءت مشتقات «العقل» في تسع وأربعين آية كلها بالصيغة الفعلية:
- صيغة عقلوه: مرة واحدة، سورة البقرة:75.
- صيغة نعقل: مرة واحدة، سورة الملك:10.
- صيغة يعقلها: مرة واحدة، سورة العنكبوت: 43.
- وتكررت صيغة يعقلون 22 مرة.
- وجاءت صيغة تعقلون 24 مرة.
وُروده بلفظ الألباب (ج/ لُب):
- وقد وردت كلمة "الألباب" في القرآن في صفة أصحاب العقول ستَّ عَشْرةَ مرة في القرآن الكريم؛ منها قوله - تعالى -: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 179]، وقوله: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269].
وروده بلفظ النُّهَى الدال على العقل:
- وقد وردت أيضًا كلمة "النهى" في القرآن لتدل على أصحاب العقول أيضًا، مرتين في القرآن؛ وهما: ﴿ وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ [طه: 54]، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ [طه: 128].
وروده بلفظ القلب:
- وقد ورد في القرآن الكريم لفظ "القلب" ليدلَّ على العقل أيضًا في إحدى دلالاته، قال - تعالى -: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾ [الأعراف: 179]، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].
وورد بلفظ الحِجْر:
- ورد بلفظ "الحِجْر" ليدل على العقل مرة واحدة في القرآن الكريم، قال - تعالى -: ﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ﴾ [الفجر: 5].
وُروده بلفظ الفكر الذي هو نتاج العقل:
- ورد بصيغة "فكَّر" مرة واحدة في قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾ [المدثر: 18 - 19].
- وورد بصيغة "تتفكَّروا" مرة واحدة أيضًا في قوله - تعالى -: ﴿ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ﴾ [سبأ: 46].
- وورد بصيغة " تتفكَّرون" 3 مرات؛ منها قوله - تعالى -: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 219].
- وورد بصيغة "يتفكَّروا" مرتين؛ منها قوله - تعالى -: ﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الروم: 8].
- وورد بصيغة "يتفكَّرون" إحدى عشرة مرة، منها قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الرعد: 3].
- لغة: عقل بمعنى أمسك و قيّد فيقال عقلت المرأة شعرها أي أمسكته.
- اصطلاحا: وردت هذه المادّة بصيغ متعدّدة في الماضي و المضارع و بصيغة المفرد و الجمع و بمعاني متعدّدة فقد ورد العقل بمعنى:
- الوعي: كقوله تعالى:” أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.
- الفهم: كقوله تعالى: “وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ”.
- الإدراك: كقوله تعالى: ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ”.
- الاعتبار: كقوله تعالى: “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”.
كقوله تعالى: “فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”
و وردت هذه المادّة بمعاني أخرى كمعني التذكير و الفطنة و الهداية و غيرها.
السؤال: دور العقل في تمحيص الافكار والموروثات
الإجابة:
- تحرير العقل من الجمود و التقليد و الخرافات.
- غربلة الموروثات و الأفكار و محاكمتها إلى الشرع قبولا أو ردا.
- نقد الموروث الفكري للأمة لمعرفة الصحيح من الخاطئ.
- تنقية منظومتنا الفكرية من الفكر الغربي الدخيل الوافد كالإلحاد و الاستشراق:
- و من شبه الإلحاد: الادعاء بأن الكون محض صدفة (إنكار الخالق) و جواب ذلك: أن الصدفة تأتي بها العشوائية، و هو ما يرده نظام الكون الدقيق و تناسقه العجيب مما يدل على وجود خالق مدبر له.
- و من شبه الاستشراق: إنكار بعضهم للسنة النبوية (حيث وضعوها تحت شبهة الكذب) رغم كونها مسندة مع اعتماد شروط مشددة لقبولها، في حين يقبلون أقوال فلاسفة الإغريق الغير مسندة.