الانتخابات المحلية في الجزائر 2021
الانتخابات المحلية في الجزائر 2021، فتحت مراكز الاقتراع الجزائرية أبوابها، أمس السبت، للتصويت في الانتخابات المحلية المبكرة، بمشاركة 23 مليون ناخب،
وتستمر عملية الاقتراع لـ11 ساعة كاملة في آخر محطات المشوار الانتخابي. وينص القانون الجزائري على فتح مراكز الاقتراع عند الساعة 8.00 صباحاً بالتوقيت المحلي (7.00 بتوقيت جرينيتش) وتغلق في الساعة 19.00 مساء (18.00 بتوقيت جرينيتش).ويبلغ إجمالي عدد الناخبين في الانتخابات المحلية بالجزائر 23 مليونا و717 ألفا و479 ناخبا من بينهم 12 مليونا و824 ألفا و978 رجلا و10 ملايين و892 ألفا و501 سيدة، بحسب أرقام السلطة المستقلة للانتخابات.
ولعهدة مدتها 5 أعوام، يتنافس في الانتخابات المحلية 115 ألفا و230 مرشحاً للمجالس البلدية على 24 ألفا و932 مقعدا، و18 ألفا و993 مرشحاً لمجالس الولايات على 2004 مقاعد.
ويبلغ عدد مجالس الولايات 58 مجلساً يمثلون في الوقت نفسه عدد محافظات الجزائر، فيما يصل عدد المجالس البلدية إلى 1541 مجلساً.
وبلغة الأرقام دائماً، فقد خصصت سلطة الانتخابات 676 مكتب تصويت، و13 ألفا و326 مركز اقتراع و129 مكتباً متنقلا خاصاً بالبدو الرحل.
بينما وصل عدد المشرفين على مراقبة العملية الانتخابية إلى مليون و228 ألفا و580 مشرفا بنسبة تغطية للمكاتب والمراكز وصلت إلى 96.99 %.
وشهدت الانتخابات المحلية ظاهرة غير مسبوقة، إذ بقيت 4 بلديات بدون قوائم مرشحين، ولم يتمكن أي حزب أو شخصيات مستقلة من الحصول على النصاب القانوني في هذه البلديات لتقديم مرشحين عنها.
وسجلت الانتخابات المحلية أيضا مشاركة 40 حزباً وسط مقاطعة حزبين وهما "حزب العمل" و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، فيما لم يتمكن نحو 30 تشكيلا سياسياً آخر من ضمان التوقيعات القانونية لتقديم قوائم لها في البلديات والولايات.
وسيطرت الأحزاب السياسية على قوائم الترشيحات في المجالس البلدية والولائية أمام قوائم المستقلين التي تراجعت بشكل مفاجئ في الاستحقاق الحالي مقارنة بالانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في يونيو/حزيران الماضي، ومكنتها من أن تصبح القوة السياسية الثانية في البرلمان بـ84 مقعدا.
وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي مساء السبت أنّ "نسبة المشاركة بلغت عند غلق مكاتب الاقتراع 35,97 % في انتخابات المجالس البلدية و34,39 % على صعيد مجالس الولايات"، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 8,5 ملايين ناخب.
وقالت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية إنه "على خلاف توقعات المسؤولين في السلطة والمشاركين فإن الاستياء الشعبي هو الذي كان في الموعد، لأنه لأول مرة كانت نسبة المشاركة في انتخابات محلية متدنية".
وذكرت الصحيفة بنسبة المشاركة في آخر انتخابات محلية في 2017، التي فاقت 44 بالمئة إذ تقدم للتصويت أكثر من عشرة ملايين ناخب من أصل 22 مليونا آنذاك.
لكن محمد شرفي رفض مسبقا، مساء السبت، المقارنة مع الانتخابات المحلية التي جرت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة واتهمتها المعارضة والصحافة بالتضخيم.
وقال شرفي إن "نظام الانتخابات مختلف والظروف والجهة المنظمة (وزارة الداخلية) مختلفة" لذلك يجب المقارنة برأيه مع "الانتخابات التي نظمتها السلطة فقط".
ومنذ اعلان النسب الأولى للمشاركة أكد شرفي أن "نسب المشاركة حققت قفزة نوعية" مقارنة بالانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو التي شهدت أكبر نسبة امتناع في تاريخ البلد حيث لم يقدم للاتصويت سوى 23% من أكثر 23 مليون ناخب.
وكتبت صحيفة الخبر "رغم تحسن نسبة المشاركة مقارنة بالمواعيد السابقة، فإنها تبقى دون المستوى بالنظر إلى أن المحليات (...) تستقطب دوما اهتمام المواطنين".
وبالنسبة لصحيفة الشروق فإن الانتخابات المحلية "تخطت امتحان المشاركة بتقدير مقبول".
ولأول مرة منذ اندلاع الحراك في شباط/فبراير 2019، شاركت منطقة القبائل في هذا الاقتراع بعدما قاطعت الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس تبون في كانون الأول/ديسمبر 2019 ثم الاستفتاء على الدستور تشرين الثاني/نوفمبر 2020 وأخيرا الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو 2021.
وشكلت الانتخابات المحلية اختبارا جديدا للرئيس عبد المجيد تبون الذي وعد بتغيير كل المؤسسات المنتخبة "التي لوثها التزوير والمال الفاسد" دون الاهتمام بنسبة المشاركة "لأن التصويت ليس إجباريا".
ومع فقد دعا للتصويت بقوة مع تأكيده أن هدف الانتخابات "هو الوصول إلى مؤسسات شرعية بأتمّ معنى الكلمة، وهو ما وصلنا إليه" كما صرح للصحافة بعد أن أدلى بصوته.
وبحسب الصحف فإن الانتخابات جرت من دون أحداث عنف كبيرة كبيرة خلافا للانتخابات التشريعية الأخيرة، باستثناء "تحطيم محتجين مكتب اقتراع في بلدية أهل القصر بولاية البويرة" على بعد نحو 100 كلم شرق العاصمة الجزائرية، كما أفادت صحيفة الوطن.
كما ذكرت الإذاعة الجزائرية أن الانتخابات البلدية لم تجر في أربع بلديات في بجاية (250 كلم شرق الجزائر) لعدم تقدم أي قائمة للترشح، لكن الانتخابات الولائية جرت بشكل عادي فيها".