بغداد بين نارين
تحت العنوان أعلاه، كتب ستانيسلاف إيفانوف، في "كوريير "للصناعات العسكرية، حول تصاعد التوتر في العراق بعد محاولة اغتيال الكاظمي.
وجاء في مقال إيفانوف، كبير الباحثين في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية:
في الأسابيع الأخيرة، تردى الوضع في العراق من جديد بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في أكتوبر.
فبحسب النتائج الأولية للانتخابات، حصلت كتلة الزعيم الشيعي العربي مقتدى الصدر "سائرون" على 73 مقعدا من أصل 329 مقعدا في الهيئة التشريعية للبلاد، مع نسبة إقبال منخفضة.
واتهم قادة كتلة الفتح الشيعية سلطات البلاد بالتزوير وتزييف نتائج الانتخابات، وتوجه المئات من أنصارها للاحتجاج حول المنطقة الخضراء.
الحقيقة هي أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، على الرغم من أنه لا يتخلى عن مزيد من التعاون مع إيران، فهو لا يزال يحاول انتهاج سياسة داخلية وخارجية أكثر استقلالية عن طهران. وبعد تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق، تكتسب الحركة الوطنية قوة في أوساط العراقيين. فقد ظهرت في المجتمع العراقي الحديث شعارات مثل "العراق، يجب أن يكون مستقلا تماما وعلى مسافة متساوية من كل من واشنطن وطهران".
واستنادا إلى الاحتجاجات الأخيرة واسعة النطاق التي قام بها الراديكاليون الشيعة في "المنطقة الخضراء" والهجوم بطائرات مسيرة على مقر إقامة رئيس وزراء العراق، يمكن القول إن آيات الله الإيرانيين يعتزمون الحفاظ على مواقعهم في هذا البلد بأي ثمن. وفي حين كانوا يرون في السابق معارضيهم في أوساط الجماعات العربية السنية والأحزاب الكردية، فإن بؤرة اهتمام الاستخبارات الإيرانية في هذا البلد تتحول الآن نحو القوى السياسية الوطنية العربية الشيعية في بغداد الخارجة عن سيطرة طهران.