هل يجوز الوضوء بماء البحر
هل يجوز الوضوء بماء البحر، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
هل يجوز الوضوء بماء البحر والماء المالح سؤال شرعي يتردَّدُ كثيرًا خاصَّة في المناطق الساحلية التي يوجد فيها المسلمون، والوضوء -كما هو معلوم- أوَّل مقصد من مقاصد الطهارة في الإسلام، وهو شرط أساسي من الشروط التي يجب مراعاتها كي تصحَّ صلاة المرء، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ” وفي هذا المقال ستتمُّ الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز الوضوء بماء البحر والماء المالح كما سيتم الحديث عن شروط الوضوء وحكم الوضوء بالماء المسبح المخلوط بالكلور.
شروط الوضوء
إنَّ للوضوء في الإسلام شروطًا كثيرةً، قسَّمها أهل العلم إلى شروط وجوب وشروط صحَّة، ويمكن حصر هذه الشروط فيما يأتي:
- الإسلام: من شروط الوضوء الإسلام، فلا يجب الوضوء على الكافر، وهذا مذهب الإمام أبي حنيفة.
- التكليف: ومن شروط الوجوب التكليف، اي أن يكون المتوضئ بالغًا عاقلًا، فلا يجب الوضوء على الصبي أو المجنون.
- ارتفاع دم الحيض أو النفاس: ومن شروط الوضوء ارتفاع دم الحيض أو النفاس، فإذا لم تطهر المرأة من حيضها أو نفسها لم يصح وضوؤها.
- طهارة الماء: ومن الشروط أيضًا طهارة الماء فلا يصحُّ الوضوء بالماء النجس.
- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى أعضاء الوضوء: وهذا الشرط متفق عليه بين أهل العلم، فلا يجوز وجود ما يمنع وصول الماء إلى أي عضو من الأعضاء التي ينبغي أن يصلها الماء أثناء الوضوء.
- قيام الوضوء: وهو شرط من شروط وجوب الوضوء في الإسلام.
هل يجوز الوضوء بماء البحر
الإجابة على السؤال القائل: هل يجوز الوضوء بماء البحر واضحة لا خلاف فيها بين أهل العلم، فالوضوء بماء البحر جائز لا ضير فيه في الإسلام، ويجوز الوضوء بالماء المالح بشكل عام، حتَّى لو كان عذبًا ووضع فيه الملح فلا ضير ولا حرج في الوضوء منه، والدليل الذي استند عليه أهل العلم في هذه المسألة هو ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “سأل رجلٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ اللهِ، إنا نركَبُ البحرَ معَنا القليلُ من الماءِ فإن توضَّأْنا به عطِشنا أفنتوضَّأُ من ماءِ البحرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه” والله تعالى أعلم.
حكم الوضوء بماء البحر في حال وجود الماء العذب
في حكم الوضوء بماء البحر في حال وجود الماء العذب يمكن القول إنَّه لا حرج على المسلم في أن يتوضَّأ بماء البحر المالح ولو وجد الماء العذب، وذلك لأنَّ ماء البحر ماء طاهر بنفسه وفي طهارة لغيره أيضًا، واستدلَّ أهل العلم في هذا الرأي بقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن ماء البحر في الحديث الشريف: “هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه” كما أنَّ الماء بشكل عام يشمل ماء البحر أيضًا، لذلك لا شكَّ في أنَّ قول الله تعالى في القرآن الكريم: “فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا” يشمل ماء البحر أيضًا بسبب كونِه جزءًا من الماء بالمعنى المطلق، والله تعالى أعلم.
حكم الوضوء بماء المسبح المخلوط بالكلور
الأصل في الماء أنَّه من المطهرات لأنَّه طاهر بذاته، قال تعالى في سورة الفرقان: “وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً” فالماء طاهر مطهر في أصله في حال لم يتغيَّر لونه أو طعمه أو ريحه بشيءٍ نجس، فإذا تغيَّر أصبح الماء نجسًا، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين، أمَّا إذا تغيَّر لون الماء أو طعمه أو ريحه بشيء من المطهرات الكيميائية كالكلور أو غيره فهذا لا يضرُّ في طهارة الماء وصحَّة الوضوء به، وعليه يمكن القول إنَّ الوضوء بالمسبح المخلوط بالكلور جائز لأنَّ الماء لم يتغيَّر طعمه أو لونه أو ريحه بشيءٍ نجس، ودليل ذلك ما جاء عن أم هانئ -رضي الله عنها- في صحيح السُّنَّة: “أنَّ رسولَ اللَّهِ، اغتسلَ هوَ وميمونة من إناءٍ واحدٍ في قصعةٍ فيها أثَرُ العَجينِ” والله تعالى أعلم.
بهذا التفصيل نكون قد أتممنا الحديث في رأي الشرع بالوضوء بماء البحر المالح، وفصَّلنا أيضًا في حكم الوضوء بماء المسبح المخلوط بالكلور أيضًا.
الإجابة الصحيحة هي:
يجوز لك أن تتوضأ بماء البحر لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته» ولا فرق في ذلك سواء وجد عندك ماء عذب تتوضأ منه أم لا.