لماذا طار فلاديمير بوتين إلى الهند؟
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت رو"، حول الأهداف الفعلية لزيارة بوتين إلى الهند.
وجاء في المقال: في السادس من ديسمبر، زار الرئيس الروسي الهند. ولم تقتصر أجندة زيارته على عقود السلاح.
على سبيل المثال، في الهند لا يفهمون دوافع موسكو للتقارب مع باكستان. وينظرون إلى التدريبات الروسية الباكستانية وتعاونهما من خلال القضية الأفغانية. على الأرجح، حاول فلاديمير بوتين أن يشرح للقيادة الهندية أن سياسات روسيا في الاتجاه الأفغاني والباكستاني لا تقوم على رغبة في دعم قوى معادية للهند، إنما على حماية خاصرة روسيا في آسيا الوسطى من التهديدات المنبثقة عن أفغانستان الجديدة.
لكن هناك مثلثين آخرين أكثر أهمية في عدم الفهم بكثير، هما: مثلث "روسيا والهند والولايات المتحدة الأمريكية" ومثلث "روسيا والهند والصين".
في البداية، يأتي سوء التفاهم من روسيا. ينظر الكرملين بقلق إلى تشكيل التحالف الهندي الأمريكي، ويرى أن الولايات المتحدة تجر بذلك نيودلهي إلى ألعاب معادية لروسيا.
ولكن الخبراء الهنود يجادلون بأن التعاون الأمريكي الهندي موجّه، أولاً، ليس ضد روسيا، إنما ضد الصين. وفي الوقت نفسه، تدافع الهند، التي تقترب أكثر من الولايات المتحدة، بعناد عن علاقاتها مع روسيا ضد التعديات الأمريكية. لن تنحاز الهند إلى أي طرف في الصراع الروسي الأمريكي، ناهيكم بأن تختار إحدى القوتين العظميين حليفا لها. على الأقل لأن الولايات المتحدة وروسيا غير مناسبين لهذا الدور، أولا لأنهما مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالصين اقتصاديا وليس لديهما إرادة سياسية كافية لاتخاذ قرارات مؤلمة ولكن ضرورية. وروسيا مندمجة بقوة مع الصين بالمعنى السياسي.
وبناء على ذلك، كانت مهمة فلاديمير بوتين، من ناحية، إقناع نيودلهي بأن موسكو تظل صديقا موثوقا وحليفا للهند ولن تساعد الصين في سياستها المعادية للهند؛ ومن ناحية أخرى، لن تعمل ضد الصين، لا مع الهند، ولا مع شركاء الهند في المنطقة. وعلى ما يبدو، تمكن الرئيس الروسي من إيصال فكرته إلى رئيس الوزراء الهندي.
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أليكسي كوبريانوف: "لم يطر بوتين إلى الهند لإقناع الهنود بشراء شيء ما أو الانضمام إلى مكان ما. تم التحقق من المواقف، وتوقيع مذكرات، وإظهار الاهتمام والدعم، لم يجر التخطيط لأي شيء آخر"، ويمكن الاستمرار في العمل.