الغرب مستعد للعبة طويلة مع روسيا
تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول نقلة نوعية في العلاقات بين روسيا، من جهة، وأمريكا وحلفائها، من جهة أخرى.
وجاء في المقال: افتتحت قمة الاتحاد الأوروبي أمس الخميس. ولا شك في أن هذا الاجتماع، الأخير في العام 2021، سيناقش الموضوع الروسي- الأوكراني، كالاجتماعات السابقة.
لكن المحادثة بين فلاديمير بوتين وجوزيف بايدن التي جرت الأسبوع الماضي، كما يبدو الآن، تفتح صفحة في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، لا مكان فيها على الإطلاق لأوروبا "الجديدة". فليس الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشكل عام من سيبحث مع روسيا الهيكل الأمني المستقبلي، إنما أربع أو خمس دول منه- ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، والولايات المتحدة بالطبع.
في العام 2009، عرضت روسيا على الاتحاد الأوروبي معاهدة أمنية أوروبية شاملة. لو وافق الغرب على تلك المعاهدة، لكانت المفاوضات مع روسيا استمرت سنوات. وهو، بشكل عام، ما كان يريده الكرملين. ذلك أن الناتو لن يتمدد طالما المفاوضات جارية. ويمكن للمفاوضات أن تستمر فترة طويلة، كما يمكن لبوتين، خلاف القادة الغربيين الذين تنتهي ولايتهم ويأتي غيرهم، أن يسمح لنفسه بصيغ طويلة الأمد.
ومن غير المستبعد الآن أن تعرض موسكو على الغرب التفاوض على أساس الوثيقة السابقة. مع العلم بأن الغرب بات مستعدا أيضا للعب طويل الأمد. في العام 2009، لم يكن هناك صراع بين الولايات المتحدة والصين، بينما الصراع قائم الآن، وكل شيء أمامه يغدو ثانويا، على الأقل بالنسبة لواشنطن. هذا لا يعني أن واشنطن والعواصم الأوروبية قررت فجأة أن تنسى بشكل نهائي فكرة توسيع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ودعم المجتمع المدني والأشياء الأخرى التي تزعج الكرملين. إنها مجرد وقفة. ويحرص الكرملين بالطبع على استمرار هذه الوقفة لفترة أطول. ولكن هل سينجح في ذلك؟ سوف تبين الأيام.