البلد ينزف: كيف تستعد ليبيا لأول انتخابات منذ عهد القذافي
تحت العنوان أعلاه، كتبت ليديا ميسنيك، في "غازيتا رو"، حول صعوبة إنجاز استحقاق ليبيا الانتخابي.
وجاء في المقال: ساء الوضع في العاصمة الليبية، قبل أيام قليلة من أول انتخابات رئاسية، منذ 10 سنوات. فقد تحدثت الأنباء عن استيلاء مسلحين على بعض المباني الحكومية. وأثناء التحضير للانتخابات، ظهرت تناقضات عديدة.
وفي الصدد، قال الدبلوماسي الروسي والسوفيتي السابق، فلاديمير زاخاروف، لـ "غازيتا رو"، إن الانتخابات منوط بها أن تعمل على استقرار الوضع في ليبيا، لكن لكي يتحقق ذلك، يجب التوصل إلى اتفاق بين جميع أطراف النزاع الليبي، فضلا عن التفاهم المتبادل بين اللاعبين الخارجيين، وفي المقام الأول بين تركيا ومصر والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا. وأضاف: "البلد ينزف. ومن غير الممكن الآن التنبؤ بأي شيء، لا يزال الوضع متوترا. لكن ليبيا تحتاج حقا إلى السلام".
الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية لا تسير بسلاسة. فقد رفضت اللجنة الليبية العليا للانتخابات، في 24 نوفمبر، طلبات 25 مرشحا من جميع المتقدمين. ومع ذلك، سُمح في وقت لاحق لكل من عبد الحميد الدبيبة وسيف الإسلام القذافي بالمشاركة في الانتخابات بقرار من المحكمة، ما تسبب في استياء مختلف الأوساط السياسية.
ولكن، كما قالت كبيرة المحاضرين في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، تاتيانا تيوكاييفا، لـ"غازيتا رو" لا توجد هناك قوة سياسية واحدة تحظى بدعم جميع الليبيين. وأضافت:"بشكل عام، لدى المجتمع الليبي رغبة لا لبس فيها في إجراء الانتخابات. والليبيون يريدون حقا إجراءها. لكن جميع القوى السياسية القائمة اليوم لا تحظى بالثقة الكافية، فجميعها محط شكوك وتساؤل، ولكل منها تأثير وشعبية، بعضها أكثر، والبعض الآخر أقل. في حين أن الشعب الليبي يريد حقا أن ينتهي هذا كله، فهم يريدون الاستقرار فقط".
على خلفية هذه الإشكالات طرحت مسألة تأجيل الانتخابات. ووفقا لـ تيوكاييفا، من غير المعروف بعد إلى أي مدى قد يؤدي التأجيل المحتمل إلى تطرف الانفعالات بين الناس، لأن العملية هشة للغاية ويمكن أن تؤدي في أي لحظة إلى تفاقم الوضع.