روسيا تضع الغرب على حافة تحول نفسي
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول عدم تقبّل كثير من نخب الغرب فكرة المساواة مع روسيا.
وجاء في المقال: يقولون في الكرملين إن المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة "مسألة حياة أو موت بالنسبة لروسيا". للوهلة الأولى، تبدو العلاقات مع موسكو غير ذات أهمية شديدة لواشنطن وحلف شمال الأطلسي. أما في الواقع، فالتوصل إلى اتفاق مع روسيا يهدد بقلب نفسية القادة الغربيين بالكامل.
تكمن المشكلة في نفسية القادة الغربيين بالذات. فلا يمكن التوصل إلى حل وسط مع موسكو إلا إذا تخلت النخب الغربية عن منظور أيديولوجي يكررونه منذ 30 عاما، أنهم مع المساواة ولكن أن يكون للبعض أفضلية في هذه المساواة.
موسكو في الواقع تريد المساواة. ولكن النخب الغربية ليست مستعدة نفسياً لقبول مساواة موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أخذ المصالح الروسية في عين الاعتبار سيؤدي إلى تقويض الوحدة الأوروبية. عدد من نخب الدول الأوروبية (البولندية والبلطيقية) غير مستعدة لقبول مثل هذا النموذج من العلاقات مع روسيا. وسوف يتعين عليهم إما تغيير موقفهم تجاه الروس أو الخروج، وسوف تؤدي كلتا العمليتين إلى زعزعة الاستقرار والصراع داخل الناتو.
وهناك خبراء يرون أن العالم بعد إنشاء نموذج للتفاعل، سيغدو أضيق. كتبت صحيفة واشنطن تايمز: "كانت روسيا وإيران والصين إمبراطوريات ذات يوم، وزعماء هذه الدول الحاليون يريدون استعادة وضعهم الإمبراطوري". وإلى هذه القائمة، كما يشي المنشور، يمكن إضافة تركيا. فإذا ما أقدمت الولايات المتحدة على تسوية مع روسيا تعترف لها بمجال نفوذ واسع جدا، فينبغي أن تكون مستعدة، في إطار هذا النموذج من التفاعل، لتقديم تنازلات مماثلة لقوى عظمى أخرى.
من الصعب للغاية على أمريكا قبول مثل هذه الآفاق من وجهة نظر أخلاقية ونفسية. لذلك، حتى قبل محادثات يناير مع بوتين، سيكون على جوزيف بايدن (أو بالأحرى جماعة بايدن، أي النخبة الأمريكية) أن يقرروا ما الأهم بالنسبة له: حل وسط مع موسكو، أم الاستقرار النفسي للنخب الغربية، والذي يمكن أن يتزعزع نتيجة الحل الوسط.