الولايات المتحدة تغادر العراق على غير الطريقة الأفغانية
تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول شكلية ما يسمى بالخروج الأمريكي من العراق.
وجاء في المقال: بحلول الحادي والثلاثين من ديسمبر، تنهي الولايات المتحدة رسمياً مهمتها القتالية في العراق. ولكن القوات الأمريكية، من الناحية العملية، تغير صفتها هناك فقط، فيتحول الجنود الأمريكيون إلى مدربين ومستشارين للجيش العراقي.
وفي وقت سابق، أدلى المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة بالجيش العراقي، اللواء تحسين الخفاجي، بتصريح بشأن "انسحاب الحلفاء الأمريكيين". ونقلت وكالة الانباء العراقية قوله، في الثاني والعشرين من ديسمبر، إن جميع المنشآت العسكرية التابعة للقوات الأمريكية ستصبح، اعتبارا من الأول من يناير، تحت سيطرة الجيش العراقي. لكنه قال إن المستشارين الأمريكيين سيبقون على الأقل في قاعدتي عين الأسد والحرير. علما بأن لهاتين القاعدتين أهمية استراتيجية. فالسيطرة عليهما، إلى جانب وجود الأسطول الأمريكي في مياه الخليج، تتيح للأمريكيين مهاجمة أي موقع على أراضي العراق.
حتى قبل مقابلة الخفاجي، رأى قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، ضرورة توضيح أن تفويض الجيش الأمريكي سيكون واسعا للغاية.
وفي الصدد، قال مدير مركز أوروبا والشرق الأوسط بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الكسندر شوميلين، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "نأمل في أن يكون الأمريكيون قد استخلصوا العبرة من الوضع في أفغانستان. وأن يزنوا بعناية عواقب أفعالهم في العراق". وأشار إلى أن الأمريكيين لعبوا في مرحلة ما دور صانع السلام بإزالة التناقضات بين القوى المختلفة في العراق. ولكن، من الصعب التنبؤ بما سيحدث إذا رأوا في العراق أن الولايات المتحدة ابتعدت عن شؤونهم الداخلية.
وقال شوميلين: "على أية حال، فإن خطر زعزعة الاستقرار الذي سيكتسب، كما كان الحال من قبل، طابع مواجهة طائفية بين الشيعة والسنة، لا يزال قائماً في العراق".