لماذا لا تستطيع أوكرانيا الاستفادة من نتيجة المفاوضات الروسية الأمريكية
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت رو"، حول فرصة مهمة أتاحتها المفاوضات الروسية الأمريكية تفوتها أوكرانيا على نفسها.
وجاء في المقال:يشعر السياسيون والإعلاميون الأوكرانيون بسعادة بالغة لفشل موسكو وواشنطن في الاتفاق على القضايا الأساسية. وعلى وجه الخصوص، رفضت الولايات المتحدة "إغلاق أبواب الناتو المفتوحة" وتقديم ضمانات خطية بعدم ضم أوكرانيا إلى الحلف. إنما، هي لم تتخذ هذا القرار بسبب رغبة أحد ما في ضم أوكرانيا (لن يتم قبولها في الناتو على الأقل حتى تخلى رسميا عن شبه جزيرة القرم وتحل المشكلة مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك)، إنما لأن واشنطن حفاظا على مكانتها، لا يمكنها السماح لموسكو بإملاء قواعد على الحلف.
ولو أن الاستراتيجيين الأوكرانيين حكماء، لكان بإمكانهم تحويل هذا الفوز التكتيكي إلى نصر استراتيجي. فلو حلل الاستراتيجيون الحكيمون بعناية مسار المفاوضات لتبينوا نقطتين مهمتين: أولاً، كانوا سيفهمون أن اجتماع جنيف يعكس تغيرا في التوجه. فالغرب ينتقل ببطء من المواجهة العدوانية إلى المواجهة الخاضعة للسيطرة مع موسكو، أي من الصراع العقيم إلى مفاوضات خفض التصعيد واللعب وفقا للقواعد. نعم، لم تكن المفاوضات الأولى ناجحة للغاية. ولكن، من كان يتوقع حدوث اختراق هنا والآن؟
ثم، ثانياً، سلسلة تصريحات المسؤولين الأمريكيين (مثل "لا تثق بالروس إذا تحدثوا عن تنازلات") تظهر أنه تم التوصل إلى بعض التنازلات السرية وأن الأمريكيين يخشون، ببساطة، أن يقوم الروس بنشرها في الصحافة. على ما يبدو، سيتم تطوير هذه الحلول الوسط وإضفاء الطابع الرسمي عليها في المفاوضات اللاحقة. وعلى وجه الخصوص، يمكن الحديث عن تخلي الولايات المتحدة عن نشر أي بنية تحتية للناتو في أوكرانيا بل وتفكيك البنية القائمة، ما سيشكل ضربة جدية لشرعية الحكومة الأوكرانية.
وكان من الممكن أن يقع الاستراتيجيون الحكماء على الخيار الصحيح الوحيد: كان بإمكانهم أن يسبقوا القطار، وأن يتخذوا، على موجة الانتصار التكتيكي الحالي، موقفا بنّاء، ويحاولوا الاتفاق مع موسكو على قواعد اللعبة قبل أن يتفق الأمريكيون معها من وراء ظهر أوكرانيا.