تتسم الشخصيه المصريه ب
تميزت الشخصية المصرية على مر عصور طويلة بسمات كانت أقرب إلى الثبات ولذلك يعتبرها العلماء سمات أصيلة وذلك لتمييزها عن سمات فرعية أو ثانوية قابلة للتحريك مع الظروف الطارئة . فالمصرى تميز بكونه : ذكيا , متدينا , طيبا , فنانا , ساخرا , عاشقا للإستقرار ( عزه عزت , 2000 , التحولات فى الشخصية المصرية , كتاب الهلال ). وكان هذا يشكل الخريطة الأساسية للشخصية المصرية فى وعى المصريين ووعى غيرهم , وقد أدى إلى الثبات النسبى لهذه السمات ارتباطها بعوامل جغرافية ومناخية مستقرة نسبيا .
وقد حدثت تحولات نوعية فى بعض السمات وتحولات نسبية فى سمات أخرى , فمثلا استخدم البعض ذكاءه فى الفهلوة , وتعددت صور التدين بعضها أصيل وبعضها غير ذلك , وقلت درجة الطيبة وحل محلها بعض الميول العنيفة أو العدوانية الظاهرة أوالخفية , وتأثر الجانب الفنى فى الشخصية تحت ضغط التلوث والعشوائيات , وزادت حدة السخرية وأصبحت لاذعة قاسية أكثر من ذى قبل وأحيانا متحدية فجة جارحة , أما عشق المصرى للإستقرار فقد اهتز كثيرا بعدما أصبحت البيئة المصرية طاردة نحو الخارج بحيث أصبح حلم كثير من الشباب السفر إلى أى مكان لتحقيق أهدافه بعد أن أصبح متعذرا تحقيق الآمال والأحلام على أرض الوطن .ستطيع أن نرصد عددا من العوامل الرئيسة التى أدت إلى تلك التغيرات فى السمات الأصلية للشخصية المصرية ومنها :
- "التدين"نشأ الإنسان المصري القديم على الطيبة والمودة وحب الخير والتقوى، ومثل الدين في حياته كبيرة حتى من قبل نزول الأديان السماوية الثلاثة، حيث كان دائما متمسكا بالدين، ومقيما لشعائره، ويخشى العقاب ولديه رهبه من الحساب في الآخرة.
- "التسامح"كان ولا يزال المصري قديما وحديثا شخصية متسامحة تقبل الآخرين وتتحاور معهم، فقد تعود المصريون على احترام الآخر والابتعاد عن كل ما يجرح مشاعر من يعايشه، سواء في العمل أو الشارع أو في المنزل، بصرف النظر عن اختلافه معه دينيا وعرقيا أو فكريا.
- "العدل"تمسك المصريون بالدين، جعلهم ينشدون العدالة ويقدرون العدل ومن يطبقه، ولما لا فقد حثت الأديان السماوية جميعا على على إقامة العدل والمساوة بين العباد، لذلك نشأ المصري عادلا في حياته اليومية مع والديه وزوجته وأبنائه وزملائه في العمل وجيرانه، ينشد الحق وخير دليل على ذلك كثر الثورات التى قام بها المصريون على مدار تاريخهم الطويل لمواجهة الظلم وإقامة العدالة والحق بين الناس.
- "الصبر"تتسم شخصية المصري بالصبر، وتحمل الصعاب والأزمات التي مر بها على مر العصور، وربما يرجع ذلك إلى ارتباط المصري الوثيق بالدين، وبالبيئة الزراعية التي عاش بها منذ فجر التاريخ على ضفاف نهر النيل، والتي علمته أن يضع البذرة في الأرض.
- "المرح"يوصف المصريين بأنهم شعب محب للحياة وعاشق لها برغم الضغوط والظروف المحيطة التي يعاني منها على مر العصور، فالمصري ذو شخصية مرحة تحب التواصل مع الآخرين والاندماج معهم، وتتقن فنون الدعابة.
- "الانفتاح"يمتلك المصري شخصية منفتحة على ثقافات وحضارات العالم الأخرى، فلم يكن أبدا شخصية متجمدة منغلقة على نفسها، بل متجدد يرغب في التواصل مع الثقافات الأخرى والاستفادة منها، ومعرفة كل هو جديد في جميع المجالات ورغن ذلك ظل متمسكا بهويته ، ومعتزا بتراث وطنه.