فنون النثر في العصر الجاهلي
فنون النثر في العصر الجاهلي، النثر في العصر الجاهلي pdf، النثر الفني في الجاهلية، الفنون النثرية في العصر الجاهلي pdf، كتاب النثر في العصر الجاهلي pdf، الفنون في العصر الجاهلي.
النثر هو الكلام الفني الجميل، المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي - كما هو حال الشعر - تميزه اللغة المنتقاة والفكرة الجلية، والمنطق السليم المقنع، المؤثر في المتلقي.
إنّ النّثر لُغةً مأخوذ من المادّة الّلغويّة نَثَر، أي رمى الشّيء وألقاه على نحو مُتفرّق ومُبعثَر، ونَثَر الكلام: أي أرسله بلا قافية أو وزن، أمّا النّثر اصطلاحاً كما عرّفه الكاتب حنا الفاخوريّ في كتابه "الجامع في تاريخ الأدب العربيّ" فهو الكلام المُرسل على نحو تلقائيّ وعفويّ دون تقيّده بوزن عامّة إلّا فيما يُسمّى "السّجع" الذي يتّميّز بوجود القافية، كما أنّ كلام الشِّعر يختلف عن النّثر في احتوائه على الوزن والقافية ضمن إطار واحد، ويجب الإشارة إلى أنّ النّثر بالإضافة إلى أنّه كلام فهو أحد أشكال الكتابة التي تعتمد على السّرد الطبيعيّ، مثل المُحادثات الحاصلة بين النّاس، والمقالات المنشورة في الصُّحف، والكتب المدرسيّة، وغيرها من مظاهر الكتابة التي لا تعتمد على وزنٍ مُتعمَّد، ومن الجدير بالذِّكر أنّ للنّثر العديد من الأشكال المُتعارف عليها، مثل القصص بأنواعها، والرّوايات بأنواعها كذلك، والقصائد النّثريّة، وغيرها من أشكال النّصوص غير المُقَفّاة.
أنواع النّثر
بما أنّ الّنثر هو كلام غير موزون أو مُقفّى، فتعدّدت أنواعه وفنونه، واختلفت باختلاف الزّمان والمكان والاستخدام، ويحتوي النّثر الكثير من الفنون، منها ما يأتي:
- الرّواية: وهي أكثر أنواع القصص طولاً، وذلك لأنّها تحتوي على أحداثٍ وتفاصيلَ كثيرة ودقيقة، وكذلك تحتوي على عدد أكبر من الشخصيّات، كما يتّم استخدامها لمُناقشة قضيّة مُعيّنة أو مجموعة من القضايا المُترابطة، وتمتاز الرّواية بمجموعة من الصّفات والمُميّزات، منها تعدُّد الأحداث والشّخصيات والأزمنة، وتكون أحداث الرّواية كعروضة بأسلوب روائيّ مُتسلسل وشيّق، وبالاعتماد على هذه الأحداث يتمّ وضع حبكة الرّواية وقصّتها. كما أنّ الرّواية تخلق في نفس القارئ انطباعاتٍ ومشاعرَ عديدة، وهي مُستمدّة من الأحداث الموجودة في الرّواية، ويُقاس جمالها بدقّة التّفاصيل المَروِيّة عن الشخصيّات وصفاتها، وحبكة الرّواية، وترابط الأحداث والزّمان
- الخطابة: وهي الفن في مُخاطبة النّاس وإقناعهم عن طريق الكلام المُختَصر والبليغ الذي يحمل وقعاً في النّفس عند سماعه، وهي أقدم فنون النّثر في الأدب العربيّ، ولها ثلاثة أجزاء تتكوّن منها الخطبة، هي المُقدّمة، والموضوع، والخاتمة. تتميّز الخطابة بقصر الجمل، وقلّة التّصوير البيانيّ، وسهولة ووضوح الأفكار، وجمال الكلمات والتّعبير.
- المقالة: وهي فن نثريّ عبارة عن قطعة إنشائيّة طويلة تُكتب نثراً، تُعالِج موضوعاً مُعيّناً من وجهة نظر الكاتب، وتتكوّن من ثلاثة عناصر، هي المادة، والأسلوب، والخطّة. تُقسم المقالة إلى أنواع كثيرة ومُتعدّدة، منها المقالة العلميّة، والمقالة الأدبيّة، والخاطرة.
- المسرحيّة: هي إحدى أشكال النّثر الأدبيّ ومن أقدم الفنون التي عرفها الإنسان في تاريخه، يقوم هذا الشّكل الأدبيّ على تجسيد قصة أو رواية على خشبة المسرح، يكتبها المُؤلّف ويُمثّلها المُمثّلون ضمن حوار أدبيّ. تتكوّن المسرحيّة من أربعة عناصر، هي الحدث، والشخصيّات، والأغراض، والحوار. أنواع المَسرحيّة مُتعددّة ومُختلفة في المضمون والشكل، ومنها الملهاة، والدّراما، والمأساة. تُشبه إلى حدّ ما القصة، لكنّها تختلف في تجسيد أحداثها من قِبَل المُمثّلين أمام الجمهور بشكل مُباشر.
- القصّة: هي فن نثريّ مُتميّز ومشهور جدّاً، عبارة عن أحداث تتناول حادثةً واحدةً، أو عدداً من الوقائع، بحيث تتعلّق هذه الوقائع بشخصيّات إنسانيّة منها وأُخرى غير إنسانيّة. تُقسم القصّة إلى قسمين حسب أحداثها، هما حقيقيّة واقعيّة، وخياليّة خُرافيّة، وممّا تتميّز به القصّة أنّها تُصوّر مُدّةً زمنيّةً كاملةً من حياة خاصّة؛ فهي تعرض سلسلةً من الأحداث الهامّة والشيّقة وفقاً لترتيب مُعيّن. تتكوّن القصّة من عدّة عناصرَ، هي الاقتباس، والأحداث، والحبكة، والتّشويق، والحوار، والخبر، والأسلوب. وتتناول العديد من المواضيع المُختلفة، مثل الفروسيّة، وتاريخ القبيلة، والنّصر في المعارك، وقصص من واقع الحياة الاجتماعيّة اليوميّة، والقصص الخرافيّة، والأساطير.
- الأمثال: تُعتَبر الأمثال عنصراً أساسيّاً في تكوين الهويّة والتّراث الثقافيّ للشّعوب، فلكل أمّة أمثال تُميّزها عن غيرها من الأمم، والمثل قول صياغته مُحكَمة، وقليل الكلمات، ومُوجز العبارة والتّعبير، ويُلخِّص تجربةً إنسانيّةً عميقةً، ويضرب في الحوادث المُشابِهة له، ويكون باللّغة الفصيحة أو العاميّة.
- الحِكَم: هي قول مُوجز مشهور رائع التّعبير، يهدف عادةً إلى الخير والصّواب والرّشد في التصرّف، يحتوي على تجربة إنسانيّة كبيرة. من خصائص الحكمة قوّة اللّفظ، ودقّة التّشبيه وروعته.
- الوصايا: من أنواع النّثر التي عُرِفَت في الجاهليّة، وهي قول حكيم صادر عن خبير يُوجّه إلى من يُحبّ ليستفيد منه، أو من هو أقلّ منه تجربةً. سُمِّيت بالوصيّة لاتّصالها بالميّت، وأجزاء الوصيّة كما الخطابة؛ العُقدة، والموضوع، والخاتمة. تتميّز الوصايا بالإيقاع الموسيقيّ، ودقّة وجمال الألفاظ، وتنوُّع الأسلوب، وسهولة ووضوح الفكرة المطلوبة.
فنون النثر في العصر الجاهلي
كان العرب قديمًا يجتمعون على شكل جماعات، فكان يجري بينهم الكثير من المُنافسات والخصومات والعداوات، إضافة إلى التّسابق في الأفعال والأمجاد والعادات، فكانت لهم تجاربهم التي تستدعي القول، ثمَّ تطوّر هذا القول إلى فنون خاصّة بالنثر، فاشتُهرت هذه الفنون على مختلف أنواعها وأشكالها.
من خصائص النثر الجاهلي
يتمتع النثر في العصر الجاهليّ بالخصائص التاليّة:
- وضوح وأصالة المعاني: حيث يستمد النثر معانيه من القيم الخُلُقية، والفضائل الاجتماعيّة العريقة والمميزة.
- صدق العاطفة: فكلمات النثر تنبع من عاطفة صادقة، وتصدر من غير تكلّف، فهي عفو الخاطر ولا يشوبها أي تصنع. البعد عن الغموض. كثرة الحكم والأمثال: حيث كثر استخدام الحكم والأمثال التي تُعبّر عن حياة وتجارب الجاهليّين؛ ولذلك جاءت وصاياهم وخطبهم بسيطة تُعبّر عن بساطة الحياة.
- البعد عن تكلف الصياغة، وصفاء التعبير، وقصر الجمل، وجمال الصياغة المستخدمة في النثر.
- انسجام الأسلوب النثريّ مع الفطرة البدوية البعيدة عن أيّ تكلف أو تصنع.
- قلّة التصوير الفنيّ: يقل استخدام الصور الفنيّة، والتشبيهات، والكنايات المختلفة في النثر الجاهليّ، وذلك لأنَّ الإنسان الجاهليّ يلجأ إلى التقرير في عرض الأفكار، وعادة ما تكون التشبيهات مستمّدة من البيئة الحسيّة التي تحيط بالعرب، وخير مثال على ذلك قولهم: ((أن ترد الماء بماءٍ أكيس))، حيثُ يُضرب هذا المثل في أخذ الحيْطة والحذر.
-
السؤال: فنون النثر في العصر الجاهلي
-
الإجابة: أنواع الفن الأدبي الجاهلي كان الناس يحفظون ويتناقلون النثر الجاهلي من خلال الرواية الشفوية، ويُذكر أنَّ النثر الجاهلي كان على عدة أنواع، وهي كالآتي:
-
الخطابة.
-
القصص.
-
الأمثال.
-
الحكم.
-
الوصايا.
-
النثر المسجوع.
-
الرسائل الأدبيّة المحبرة، وتُسمّى بالنثر الفني.