تركيا تلعب لعبتها
كتب مدير مركز دراسة تركيا الحديثة يوري مواشيف، في "إزفيستيا"، حول دوافع أنقرة للعب دور في التسوية الأوكرانية.
وجاء في المقال: دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزعيمين الروسي والأوكراني، فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي، إلى بلاده. وأشار الممثل الرسمي للرئيس التركي، إبراهيم قالن، إلى أن الهدف من المبادرة هو حل التناقضات التي نشأت بين موسكو وكييف بشكل مشترك، وأضاف: أردوغان نفسه يعتزم زيارة أوكرانيا قريبا.
من ناحية أخرى، يمكن اعتبار تصرفات الجانب التركي على المسار الأوكراني استمرارا لسياسة كتلة الناتو.
ولكن، في حديثه عن مبادرة أردوغان، ركز ممثله قالن على أن تركيا مستعدة لـ "لعب دورها" في عملية خفض التصعيد، الدور الذي لا يتناسب تماما مع المخطط العام للسياسة الغربية تجاه روسيا.
ليس من قبيل المصادفة أن إحدى صحف المعارضة التركية أشارت إلى أن تحالف تركيا الظرفي مع روسيا على مدى السنوات الخمس الماضية سمح لأنقرة بحل عدد من مهام السياسة الخارجية. وهذه المهام على درجة من "العالمية" بحيث "تفوق ما تم إنجازه في 70 عاما من عضوية البلاد في الناتو". مثل هذا الاعتراف ليس عديم المعنى، بالنظر إلى حقيقة أن أنقرة كانت في أفضل الأحوال "أحد الأعضاء"، إن لم تكن الشريك الأصغر.
ليس من المستغرب الآن أن يناقش الجمهور في هذا البلد سنويا، وبجدية، جدوى الاستمرار في عضوية الحلف، لأن نظرة تركيا تختلف عن نظرة حلف شمال الأطلسي للأمن.
لم يكن عبثا تحمل الجانب التركي البقاء على الهامش، خلال الجولات الثلاث من المحادثات الأمنية بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع روسيا. مقاومة أنقرة لمحاولات الأطلسيين الانجرار إلى أحد الطرفين في التسوية الأوكرانية، ونهجها بالوقوف على مسافة متساوية والتخلي عن أي ضغوط يعزز موقف تركيا في أوروبا ويلبي في الوقت نفسه المصالح الروسية.