الروس يُخرجون الفرنسيين من إفريقيا
كتب رئيس أكاديمية السياسة الواقعية، فلاديمير بروخفاتيلوف، في "فزغلياد"، عن نجاح روسيا حيث فشلت فرنسا في إفريقيا.
وجاء في المقال: بعد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، حيث وصلت قوة معادية لفرنسا وموالية لروسيا إلى السلطة، أصبح فشل السياسة الفرنسية في إفريقيا واضحا للعيان.
تدق صحيفة Le Figaro الفرنسية ناقوس الخطر، فتقول: روسيا تدفع فرنسا للخروج من منطقة الساحل.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، قولها إن روسيا في منطقة الساحل "تحاول فرض إرادتها وملء الفراغ وتشويه سمعتنا". في العام 2019، وقّعت إحدى دول الساحل، وهي مالي، اتفاقية دفاع مع روسيا.
ووفقا لمؤلف المقال في لوفيغارو، "يستند تغلغل الكرملين في إفريقيا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث أطاحت روسيا فعليا بفرنسا باعتبارها القوة الأجنبية المهيمنة. ففي غضون سنوات قليلة فقط، أصبحت البلاد رأس جسر لروسيا في إفريقيا. في جمهورية إفريقيا الوسطى، بنى الروس صورة نموذجية لوجودهم في إفريقيا. لقد أظهروا أنهم قادرون على إسناد نظام فاشل وإراحته من المشاكل الأمنية.. بالنسبة لسلطات جمهورية إفريقيا الوسطى، هذا عقد مثالي". منذ ذلك الحين، ومع أسف باريس العميق، استقر الروس في معظم البلدان الإفريقية: "في السودان وأنغولا وغينيا وموزمبيق وجنوب إفريقيا والكونغو ... وقّعت موسكو اتفاقيات تعاون مع حوالي 20 دولة في القارة".
ولماذا عجز الجيش الفرنسي عن تزويد الدول الإفريقية بـ «مجموعة الخدمات» التي تناسبها؟ السبب الرئيس لإخفاقات الجيش الفرنسي خلال عملية "برخان" في مالي، كما قال رئيس الأركان العامة الفرنسية، معبود الجيش الفرنسي الجنرال بيير دي فيليه، في تقريره إلى إيمانويل ماكرون، هو عدم كفاية المال لتنفيذها". أما في الواقع، فالمسألة في شيء آخر تماما. فكما يتضح من الممارسة غير الناجحة على المدى الطويل، والمتمثلة في وجود الوحدات العسكرية الفرنسية في القارة السمراء، فإن جيش الجمهورية الخامسة ببساطة ليس جاهزا تقنيا ولا معنويا لعمليات حتى على المستوى التكتيكي في ظروف شديدة الحرارة وفي طبيعة صحراوية.