يجرّون روسيا إلى الحرب لكنها تقاوم
كتب دميتري روديونوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول إصرار الغرب على إشعال حرب بين روسيا وأوكرانيا رغم تأكيد الطرفين أنهما لا يريدانها، ولا مصلحة لهما فيها.
وجاء في المقال: تعقد أوكرانيا اجتماعا للموقعين على وثيقة فيينا للعام 2011 بشأن تدابير بناء الثقة والأمن، بما فيها روسيا. أعلن ذلك، في الثالث عشر من فبراير، وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا على تويتر.
وفي الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية أندريه ميليوك: "إن حالة التأهب العسكري الراهنة ليست مزعجة ومأساوية فحسب، بل وتثير السخرية. فبطبيعة الحال، تدرك كل من السلطات الروسية والأوكرانية جيدا أن بوتين لا يريد القتال ولن يفعل ذلك إلا إذا وقع حدث استثنائي، وسوف يحاول في جميع الأحوال حل المسألة سلمياً. فكما نتذكر، حتى الطائرة التي أسقطتها تركيا عمدا والمروحية التي أسقطتها أذربيجان في ظروف غامضة لم تؤد إلى رد عسكري من روسيا".
ولكن هناك مسألة أخرى هي أن الغرب تخلى، في الأشهر الأخيرة، عن لباقته السابقة، ولم يعد يأخذ، حتى شكليا، رأي أوكرانيا في الاعتبار. فـ كييف، تعرف عن موعد الغزو الروسي المرتقب من الصحافة الأمريكية؛ وتناقش دول الاتحاد الأوروبي مستقبل أوكرانيا مباشرة مع روسيا، من دون كييف؛ ودعوات زيلينسكي للاجتماع مع بوتين بقيت دون إجابة. هذا ليس وضعا صحيا تماما بالنسبة لأوكرانيا.
وهكذا، ذات صباح جميل، قد يكتشف زيلينسكي حقيقة أن الغرب باع أوكرانيا مقابل تنازلات من روسيا، في المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، مثلا. لذلك، نجد كيف أن كييف تغرف، من ناحية، الأسلحة المتدفقة نحوها، وهي من ناحية أخرى، ترفس بعنف لإبعاد دور الضحية المقدسة عن نفسها. ومن هنا جاءت تأكيدات زيلينسكي المستمرة بأن روسيا لا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا، حتى بما يناقض تصريحات بايدن. الهدف من طلب اجتماع الدول الموقّعة على وثيقة فيينا هو إعادة حضور أوكرانيا، لتجلس وراء طاولة واحدة مع أولئك الذين يقررون مصيرها.