العالم يسير نحو ارتفاع جنوني في الأسعار
تحت عنوان "خطر نقص السلع والمواد الخام يتهدد العالم"، كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول نقص في مواد غذائية وصناعية هامة يطلق العنان لجنون الأسعار.
وجاء في المقال: تراجعت مخزونات المواد الخام المهمة للاقتصاد العالمي إلى أدنى مستوياتها التاريخية، كما كتبت "فاينانشيال تايمز". تهدد مشكلات العرض والطلب المتزايدة بتسارع أرقام التضخم في جميع أنحاء الأرض.
الوضع صعب بشكل خاص مع المعادن. جاء العجز، على خلفية ارتفاع التضخم المديد، مع تزايد المشاكل اللوجستية والطلب في العديد من الاقتصادات التي تتعافى من عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا.
هناك وضع من هذا القبيل في أسواق المواد الغذائية. فعلى سبيل المثال، مخزونات البن "أرابيكا" الآن عند أدنى مستوياتها منذ 22 عاما. وقد أدى انخفاض الصادرات من أمريكا الوسطى والاضطرابات في سلاسل التوريد إلى انخفاض مخزون أرابيكا في بورصة ICE للعقود الآجلة الآن إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقدين.
وبحسب ما قاله كبير المحللين في Rabobank، كارلوس ميرا، التراجع في مخزونات البن في العام 2022 "كارثي". مزيد من انخفاض المخزون يزيد من احتمال ارتفاع غير منضبط للأسعار. لقد قفزت أسعار أرابيكا في ICE مؤخرا إلى 2.59 دولار للرطل (453 غرام) ، وهو أعلى مستوى في عشر سنوات. كما بلغت الزيادة في الأسعار خلال شهر ونصف من 2022 عمليا 13٪. لقد ارتفعت أسعار قهوة أرابيكا الآن بأكثر من ضعفي أسعارها في منتصف فبراير 2021.
النقص يهدد أسواق المواد الأخرى أيضا. فـ Citigroup، على سبيل المثال، ترى أن الطلب على الليثيوم، وهو المادة الخام الرئيسية في صناعة البطاريات، سيتجاوز العرض بنسبة 6٪، هذا العام، بسبب النمو في مبيعات السيارات الكهربائية. في العام الماضي، ارتفعت أسعار كربونات الليثيوم اللازمة للاستخدام في البطاريات بنسبة تزيد عن 400٪ لتصل إلى أكثر من 50000 دولار للطن. ونظرا للمخزون المحدود، ترى Citigroup أن أسعارا فلكية ستكون ضرورية لتثبيط الطلب وإعادة التوازن إلى السوق.