أوروبا تذكّر إفريقيا بنفسها
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول منافسة الصين وروسيا وتركيا للاتحاد الأوروبي في إفريقيا.
وجاء في المقال: بدأت القمة بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي، أمس الخميس، في بروكسل. تخشى أوروبا من النفوذ المتزايد للصين وتركيا وروسيا في إفريقيا، وتسعى لإحياء علاقتها مع القارة السوداء. ومع ذلك، ففي إفريقيا، لا يسارعون إلى تصديق وعود الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا. لأن الأوروبيين غالبا ما يقدمون مطالب سياسية مقابل مساعداتهم. لذلك، أعلنت باريس، عشية القمة، انسحاب القوة الأوروبية والكندية من مالي، متهمة سلطات البلاد بالتغاضي عن العنف وتجنيد مرتزقة شركة فاغنر العسكرية الخاصة.
يدرك الأوروبيون أنهم يواجهون الصين. لكنهم لا يعرفون ما يفعلون بالوجود الروسي في إفريقيا. وكل ما يقولونه يصب في الحديث عن خطر شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بالتحريض على العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في جمهورية إفريقيا الوسطى ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو وموريتانيا ومالي والنيجر وتشاد).
وفي الصدد، قال مدير مركز الدراسات الإفريقية بالمدرسة العليا للاقتصاد، أندريه ماسلوف، لـ"كوميرسانت": "أوروبا نفسها تدمر علاقاتها مع إفريقيا، لأنها، على وجه الخصوص، لا تزال تنظر إليها بوصفها باحة خلفية تابعة لها".
وأضاف ماسلوف: "يأتي الأفارقة إلينا، ويجدون لدينا فهما لرغبتهم في لعب دور مهم في المنصات الخارجية. لكن روسيا لا تسعى إلى إخضاع إفريقيا والحلول محل العواصم السابقة التي تختبئ وراء شعار الاتحاد الأوروبي. يمكننا مساعدة إفريقيا في التخلص من التبعية، ولا نفرض بالمقابل تبعية جديدة عليها".
وشدد ضيف الصحيفة على أن الوضع في إفريقيا يجب أن لا يتحول إلى مواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. فـ "الصين وتركيا هما الأكثر نجاحا في إفريقيا، في السنوات العشر الماضية. تستثمر الصين بكثافة في هذه القارة، وتقدم القروض لها، ولكن بالطبع ليس لوجه الله. ميزتنا أن المصالح الروسية تتوافق مع مصالح الدول الإفريقية. مصلحتنا في تحقيق سيادتهم وتعزيز مؤسسات الدولة وأسواقهم النامية، وبالتالي نمو صادراتنا التي يمكن أن تعوض عن الصادرات الأوروبية في كثير من النواحي".