هل المحكوم عليه بالإعدام يدخل الجنة
هل المحكوم عليه بالإعدام يدخل الجنة، هل إقامة الحد تعفي من عقوبة الآخرة، إحساس المحكوم عليه بالاعدام، هل القصاص كفارة للقاتل، هل يغفر لِلْقَاتِل بعد القصاص.
عقوبة الإعدام، عقوبة الموت أو تنفيذ حكم الإعدام هو قتل شخص بإجراء قضائي من أجل العقاب أو الردع العام والمنع. وتعرف الجرائم التي تؤدي إلى هذه العقوبة بجرائم الإعدام أو جنايات الإعدام.
وقد طبقت عقوبة الإعدام في كل المجتمعات تقريبًا، ما عدا المجتمعات التي لديها قوانين مستمدة من الدين الرسمي للدولة تمنع هذه العقوبة. وتعد هذه العقوبة قضية جدلية رائجة في العديد من البلدان، ومن الممكن أن تتغاير المواقف في كل مذهب سياسي أو نطاق ثقافي. وثمة استثناء كبير بالنسبة لأوروبا حيث أن المادة الثانية من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي يمنع تطبيق هذه العقوبة.
واليوم، ترى منظمة العفو الدولية أن معظم الدول مؤيدة لإبطال هذه العقوبة مما أتاح للأمم المتحدة أن تعطي صوتًا بتأييد صدور قرار غير ملزم لإلغاء عقوبة الإعدام. لكن أكثر من 60% من سكان العالم يعيشون في دول تطبق هذه العقوبة حيث أن الأربعة دول الأكثر سكانًا وهي جمهورية الصين الشعبية والهند والولايات المتحدة وإندونيسيا تطبق عقوبة الإعدام.
عقوبة الإعدام في السعودية
عقوبة الإعدام في السعودية هي عقوبة مستمدة من الشريعة الإسلامية التي يحكم بها القضاء في السعودية، وتُنفذ في حالات معينة مثل جرائم القتل، وبعض الجرائم الكبرى مثل الإتجار بالمخدرات وتهريبها، ولا يُستثنى الأجنبي أو المقيم، طالما أنه فعل ما يستوجب العقوبة داخل السعودية حسب قوانينها، وخصوصا جرائم القتل والإرهاب والتهريب لا تدخل هذه العقوبة ضمن الأحكام التعزيرية بحق الأحداث والقصّر الذين لم يتموا 18 عاما وقت ارتكابهم الجريمة.
أنواع عقوبة الإعدام
يقسم القضاء السعودي عقوبة الإعدام إلى ثلاث فئات حسب الشريعة الإسلامية وهي:
- الحد، على حسب ما حدده القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وأجمعت عليه المذاهب السنية الأربعة مِثل الردة واللواط .
- القصاص، الذي يمشي على قاعدة العين بالعين والسن بالسن حيثُ هيّ تُعتبر عند المسلمين بِمثابة عقوبة قدرها الله، تقضي بمُعاقبة الجاني بمثل ما فعل. من ضمنها القصاص من القاتل وقد لا يُعدم القاتل إذ أنّ عائلة القتيل حسب الشريعة بإمكانها العفو عن القاتل مُقابل الدية.
- التعزير، يتم إعدام المحكوم عليهم بالتعزير حسب الجرائم التي تُحددها الأنظمة الوطنية مِثل الإتجار بالمُخدرات وبيعها وتهريبها. منذ أبريل 2020 أوقفت السعودية أحكام القتل تعزيرا لمن لم يتموا 18 عاما وقت ارتكابهم الجريمة.
يتم إثبات الجريمة على المُتهَم حسب عدة طرق مِثل:
- اعتراف المُجرم بجريمته بدون إجبار.
- شهادة اثنين من الرجال ضد المتهم، ويُستثنى من ذلك جرائم الحد، وأيضاً يتطلب في هذه الحالة الاعتراف بالجرم.
- إذا طُلِب من المتهم أداء القَسَم أو ما يُسمى حُلف اليمين، ويؤخَذ حلف اليمين في المملكة العربية السعودية على محمل الجّد لا سيما أنّ المجتمع السعودي مُتدين إلى حدٍ كبير ، وإذا ما رفض المتهم أداءه يُعتبر على أنّه اعتراف بالجريمة لقدسية الحلف بالله مما يؤدي إلى إدانة المتهم.
طرق الإعدام
يكون الإعدام في السعودية إما قطع الرأس بالسيف أو رمياً بالرصاص، وخِلافاً للعديد من الدُوّل التي لم تُلغِ عقوبة الإعدام؛عادةً ما يُنفذ الإعدام في المملكة السعودية العربية علناً أمام جماهير الناس في ساحات مُخصصّة لذلك وغالباً ما تكون وسط المُدن، لأن أحد أهداف هذه العقوبة في الشريعة الإسلامية هي الردع.
الجرائم
يتم الحكم بالإعدام في السعودية لعدة جرائم مِثل:
- الردة، (يتم قطع رأس من ارتد عن الإسلام ولكن يُعطى فرصة ثلاث أيام من أجل التوبة والعودة إلى الإسلام).
- السطو المسلح.
- إزدراء الدين الإسلامي.
- اختطاف الطائرات.
- تهريب المخدرات.
- القتل.
- الإغتصاب.
- التحريض وإشعال الفِتن مِثل التحريض على الحكومة.
- الشعوذة والسحر.
- الإرهاب.
- الخيانة.
- الشرك بالله.
أمثلة
2011
- في ديسمبر إعدام محمد بابا في المدينة المنورة، وهو شاب موريتاني لأنه اغتصب ثلاث نساء.
2012
- في 2 يناير إعدام مصطفى زين وأنس دحيم بسبب تهريب المخدرات.
- في 2 فبراير إعدام عبد الرحمن القرني في الباحة، بجريمة القتل.
- في 4 يناير إعدام صابر سامي في المدينة المنورة، بسبب اغتصابه وقتله لطفلة صغيرة.
2013
أعدمت السعودية في عام 2013 ما يزيدُ عن 78 شخصًا في قضايا مُختلفة ومتنوّعة؛ فمعَ بداية السنة حكمت السلطات في المملكة على شخص سوري الجنسية بالإعدام في قضية تهريب مخدرات وبحلول نصف شهر كانون الثاني/يناير؛ أعدمت السعودية شخصًا ثانيًا ويتعلقُ الأمر بخَادمة سيرلانكية بعد إدانتها بقتل طفل مخدوميها رغمَ نفيها لذلك. في 21 مايو/أيار أقدمت السعودية من جديدٍ على إعدامِ خمس يمنيين ثم علّقت جثثهم في ساحة عامة وذلك بتهمة تشكيل عصابة وممارسة أعمال السطو والسرقة. في 15 أغسطس؛ نفذت المملكة حكمَ الإعدام في حقّ سعودي بعد إدانتهِ بتهمة تعذيب زوجتهِ حتى الموت. بعد ذلك بأسبوع؛ أعدمت السلطات السعودية مواطنًا يمنيًا كان قد أدين في قضية قتل عمد ثمّ أعدمت في 20 كانون الأول/ديسمبر مواطنًا سعوديًا أدين هو الآخر بتهريب حبوب محظورة.
2014
في مُنتصف شهر كانون الثاني/يناير نفذت السلطات السعودية أول أحكام الإعدام لعام 2014 وذلكَ بحق اثنين من مهربي المخدرات في جدة والمنطقة الشرقية ثمّ أعدمت ثالثًا وهوَ باكستاني يُدعى زاهيد خان بركات خان بعد إدانتهِ بتهريب كمية كبيرة من الهيروين وقد نُفذَ الحكم بحقه في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية أيضًا. بحلول 18 آب/أغسطس من نفسِ العام قامت المملكة بتنفيذ حكم الإعدام بحقّ أربعة أفراد من عائلة واحدة بتهمة تلقي كمية من الحشيش. أثارَ هذا الحكم ضجّة كبيرة حينَها وقالت منظمة العفو الدوليّة إنّ الحُكمَ قد صدرَ بناءً على اعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب كما ذكرت أنّ عدد عمليات الإعدام التي نفذتها السلطات قد بلغَ 17 إعدامًا في غضون أسبوعين أي بمعدل أكثر من عملية إعدام في اليوم الواحد.
2015
حتى شهر أيار/مايو من عام 2015 كانت السعودية قد أعدمت 88 شخصًا؛ فيمَا ذكرت منظمة العفو أنّ العدد قد بلغَ حوالي 102 حالة حتى مُنتصف العام. من بينِ الحالات التي أثارت الضجّة كانت قضيّة إعدام مواطن باكستاني من خِلال قطع رأسه بعدَ إدانته بإدخال الهيروين في أحشائه في مكة المكرمة كما أعدمت سعودي آخر بعد إدانته بقتل شخصين على إثرِ خلافٍ شبّ بينهم.
2016
شهدَ عام 2016 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المُعدمين فمعَ بداية العام وبالتحديد في الثاني من كانون الثاني/يناير أقدمت المملكة على إعدامِ 47 رجلًا دُفعةً واحِدةً بعدَ اتهامهم بتهم تتعلقُ بالإرهاب وكانَ من بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. في هذا الصدد؛ ذكرت هيومن رايتس ووتش أنّ السلطات السعودية قد نفذت أكبر عملية إعدام جماعي في البلاد منذ 1980. بالرغمِ من كل التحذيرات الدوليّة والتنديدات من قِبل المنظمات والجمعيات الحُقوقيّة فقد واصلت المملكة حكمها وتنفيذها عقوبةَ الإعدام في حقّ عددٍ من الأشخاص ففي 17 شباط/فبراير أعلنت وزارة الداخلية أنها أعدمت ثلاثة أشخاص؛ واحدٌ سعودي ويمنيان بتهمة تهريب المخدرات. وفي 22 يوليو/تمّوز من نفس العام نفذت السلطات من جديد حُكمَ الإعدام هذه المرّة في مواطنٍ أُدينَ بقتل مواطن آخر ليكون ذاك الإعدام الواحد بعد المائة.
كيف ينفذ حكم الإعدام
تشمل طرق تنفيذ حكم الإعدام الإعدام بالكهرباء والإعدام رميًا بالرصاص، وغيرها من طرق إطلاق النار، والرجم في الدول الإسلامية بالإضافة إلى قطع الرأس بالسيف، وغرفة الغاز والشنق والحقنة المميتة.
هل المحكوم عليه بالإعدام يدخل الجنة
إقامة حد القتل أو غيره من الحدود يعتبر تطهيرا لصاحب الجريمة- على الراجح من أقوال أهل العلم- وذلك لما جاء في الصحيحين وغيرهما مرفوعا: ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له.
ولذلك قال العلماء: الحدود زواجر عن المعاصي وجوابر لما ارتكب منها.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المغفرة خاصة بالتائب، وأن من لم يتب كان عرضة لأن يعاقب في الآخرة على جريمته، ولو نفذ فيه حكم الإعدام أو أقيم عليه الحد.
ولا شك أن من تاب من ذنوبه توبة نصوحا كان من أهل الجنة، ولو قتل بسبب ارتكابه لبعض الذنوب فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:68- 70}.
فقد عقب- سبحانه وتعالى- على هذه الجرائم الكبرى بالاستثناء في قوله: إِلَّا مَن تَابَ .. الآية