اتحاد الغرب ضد روسيا بدأ يتصدع
كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، عن احتمال أن تستجيب أوروبا للضغط الأمريكي وتمتنع عن شراء موارد الطاقة الروسية.
وجاء في المقال: كثر الحديث مؤخرا عن أن واشنطن تمكنت من حشد ما يسمى بـ "الغرب الجماعي" حولها، وأنه لم يكن متجانسا في موقفه تجاه روسيا منذ فترة طويلة كما هو اليوم. ومع ذلك، يمكن الآن رؤية تصدعات في هذه الوحدة، حتى بالعين المجردة. أحدها، كما كتبت Politico، هو حظر موارد الطاقة الروسية، الذي فرضته الولايات المتحدة من جانب واحد. وكالعادة، انضمت إليها المملكة المتحدة. ولكن، وعلى الرغم من "المشاورات" التي تجريها واشنطن مع حلفائها الأوروبيين، والتي تعني في الواقع قيام الأمريكيين بلي ذراع الحلفاء كالعادة ومطالبتهم بالانضمام إلى العقوبات، فإن أوروبا لن تحظر موارد الطاقة الروسية.
تبين أن الخوف من إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد الأوروبي وبالأوروبيين، والذي سيؤدي إليه فرض حظر على الطاقة الروسية في العالم القديم، أقوى من التضامن الغربي، الذي يجري الحديث عنه الآن بحماسة شديدة في البيت الأبيض. من غير الصعب فهم بروكسل: أوروبا مرتهنة عشرة أضعاف أمريكا للنفط الروسي، وعشرين ضعفها للغاز. فهي تعتمد على موارد الطاقة من روسيا. تستورد أوروبا من روسيا 27٪ من النفط الذي تستهلكه، و 41٪ من الغاز و47٪ من الفحم.
حظر موارد الطاقة الروسية أمر ممكن ومرغوب فيه، كما يرون في الاتحاد الأوروبي، لكن هذا يحتاج إلى زمن. على الرغم من ضغوط واشنطن وكييف التي تطالب أوروبا بوقف شراء مصادر الطاقة من روسيا، يبدو أن الحيطة والحذر سادت في بروكسل هذه المرة. وقد قال المستشار الألماني أولاف شولتز بصراحة إن أوروبا في هذه المرحلة ليس لديها بديل لمصادر الطاقة الروسية. وقدّر كبير الاقتصاديين في Allianz، لودوفيك سوبران، مع مساعديه، درجة احتمال قطع إمدادات النفط والغاز الروسية عن أوروبا بـ 60%، بعد فرض الحظر أو اضطرار موسكو لإجراء جوابي.