العراق يحمي نفسه من سوريا بجدار
كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تحوط العراق من احتمال تكرار اقتحام داعش للسجون السورية وترتيب فرار مقاتليه منها ودخولهم إلى العراق.
وجاء في المقال: يقوم العراق ببناء جدار على الحدود مع سوريا لمنع مقاتلي داعش من دخول البلاد من هناك.
وقد بذلت محاولات لبناء مثل هذا الجدار من قبل. ففي العام 2018، وردت أنباء عن قيام قوات الأمن العراقية بإقامة سياج من الأسلاك الشائكة في محافظة الأنبار عند ملتقى الحدود مع الأردن وسوريا. ولفت قائد قوات حرس الحدود العراقية الانتباه إلى ضرورة حماية كامل الحدود مع سوريا "من أي تهديد" بدرع أمنية..
كما أن تهديد داعش ما زال قويا في سوريا. فمنذ وقت غير بعيد، أصدرت قيادة قوات سوريا الديمقراطية بيانا قالت فيه إن الدول الغربية التي قدمت المساعدة في الحرب ضد الإرهابيين يجب أن لا تدير ظهرها للمنطقة، لأن العناصر المتطرفة يمكن أن تستغل الوضع. من المحتمل أن يكون سبب البيان تحول انتباه اللاعبين الدوليين إلى أوكرانيا.
وفي الصدد، قال الخبير العسكري يوري ليامين، لـ "نيزافيسيمايا غازيتا": "انطلاقا من حقيقة أن العراق بصدد بناء جدار على مقطع من الحدود السورية مع محافظة نينوى العراقية، فإن بغداد الرسمية هي الأكثر قلقا بشأن مشكلة آلاف المسلحين وعائلاتهم الذين تم أسرهم من قبل الأمريكيين والأكراد السوريين وهم قيد الاعتقال في سجون ومعسكرات في مناطق شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد".
وليامين لا يستبعد أن يكون الدافع وراء القرار العراقي اقتحام المسلحين لسجن الصناعة في الحسكة في يناير، وسيطرتهم عليه. وقال: "على الرغم من حقيقة أن التشكيلات الكردية تمكنت من استعادة السجن والمناطق المحيطة به، بدعم من الولايات المتحدة وبعد قتال استمر أياما، إلا أن مئات المسلحين تمكنوا من الفرار من هناك. بالنسبة لسلطات العراق المجاور، أعطى ذلك انطباعا واضحا بإمكانية حدوث مفاجآت غير سارة، حيث أن اقتحام السجون وترتيب فرار جماعي للمسلحين كان أحد العناصر المؤسسة لهذا التنظيم الإرهابي في العراق منذ عشر سنوات".