لا شبر نحو حل وسط
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول عدم نضوج الظروف لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وتسوية الوضع.
وجاء في المقال: كان من المحتمل استئناف المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا أمس الجمعة. لكن في موسكو لم يؤكدوا ذلك بعد، بل اقترحوا عدم استباق الأمور. وقد مضى اليومان اللذان أعقبا محادثات إسطنبول، في توضيح كل طرف موقفه لشعبه وللنخب السياسية.
تسببت نتائج المفاوضات المنشورة في ردة فعل مثيرة للجدل بين النخب السياسية والجمهور. وتناهت من أوساط كلا الطرفين اتهامات للمفاوضين بالاستسلام. علما بأن موسكو وكييف، بعد نتائج مفاوضات إسطنبول، ما زالتا على موقفيهما. ومن الواضح أن موقفي الجانبين متباينة بشأن قضية القرم.
وقد خلص مدير مكتب رئيس أوكرانيا، أليكسي أريستوفيتش، إلى أن روسيا مستعدة لحل مشكلة شبه جزيرة القرم بشكل مشترك لمدة 15 عاما. أما وفقا لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، فإن كييف تدرك الآن أن "قضية شبه جزيرة القرم ودونباس باتت محسومة".
وإلى ذلك، فعلى ما يبدو، لن يمنح أحد كييف السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين تمت السيطرة عليهما بعد "عملية روسيا العسكرية الخاصة".
أما الشيء الرئيسي الذي يوحد الطرفين فهو الاستعداد لمواصلة الحوار، في الوقت الذي لا تزال فيه كييف تطلب مساعدات عسكرية من الغرب وتطالبه بتشديد العقوبات ضد روسيا، بينما موسكو لا تسارع إلى وقف العملية العسكرية.
ووفقا لرئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، لا يرى فلاديمير بوتين أن ظروف لقائه مع فلاديمير زيلينسكي قد نضجت، كما أن شروط وقف إطلاق النار الكامل في أوكرانيا لم تنضج بعد أيضا. في الوقت نفسه، ما زال الوسطاء مصرين على ضرورة اجتماع الرئيسين. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن أنقرة تعمل على تنظيم اجتماع جديد لوزيري الخارجية الروسي والأوكراني، يمكن أن يعقد في غضون الأسبوعين المقبلين.