من اول من صام من الانبياء
من اول من صام من الانبياء، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
من اول من صام من الانبياء سؤال يتساءلهُ الكثير من المسلمين، وذلك بهدف معرفة المزيد عن العبادات والفرائض التي نؤديها، وعن أصلها، ومتى فُرضت، وعن الغايات التي يُراد منا أن نصلَ إليها حين نقوم بهذه العبادات، والصيام هو الركن الرابع في الإسلام، وهو عبادة فرضت في الديانات السابقة، وفي هذا المقال سنبيّن أول من صام من الانبياء، ونوضح كيف كان صيام الأنبياء، والغاية من معرفة إن الصيام كُتبَ على الأمم السابقة، والحكمة من فرضهِ على المسلمين.
من اول من صام من الانبياء
اول من صام من الانبياء هو سيدنا آدم عليه السلام، فبعد نزوله من الجنة إلى الأرض وقبول الله تعالى توبته، صام أول صيام له كشكرٍ لله تعالى وتقربًا إليه، وروى الأئمة والفقهاء أنَّهُ كان يصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهر قمري، وهي الأيام من الليلة الثالثة عشرة حتى الليلة الخامسة عشرة من كل شهر، وتدعى بالأيام البيض، وبذلك كان أول من صام من الأنبياء والبشر جميعًا، وبعد ذلك شهدت البشرية أشكالًا متعددة من الصيام في مختلف العصور وبين مختلف الشعوب والقبائل، وكان الناس يلجؤون للصيام كوسيلة للعبادة، والتقرب من الله عزَّ وجل، أو كوسيلة للعلاج والتداوي، وإنّ اختلفت المدة أو الطريقة أو موعد الصيام من زمن لآخر، ومن شعب لآخر.
الصيام عند الأنبياء
بعد ذكر من اول من صام من الانبياء سننتقل للحديث عن الصيام عند الأنبياء، فلم يكن الصوم مخصوصًا بالمسلمين فقط، إنما فُرضت على كل الأمم السابقة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، فإنَّ الصيام فُرض في الشرائع السابقة، ولكن لم يرد إلينا متى كان وقت هذه العبادة في كل أمة، وطريقة الصيام وقدره، ويخبرنا الفقهاء والأئمة أن اول من صام من الانبياء هو آدم عليه السلام، وصام بعده نبي الله نوح عليه السلام، وصام في اليوم الموافق ليوم نجاته من الطوفان شكرًا لله سبحانه وتعالى، وروي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّ نوح -عليه السلام- كان يصوم الأيام الستة التي تلي عيد الفطر أيضًا، وذكرَ لنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف صيام النبي داود عليه السلام في قوله: ” إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلى اللهِ، صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إلى اللهِ، صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، ويقومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا”، وقد رُويَ عن كثيرٌ من المحدثين أن الصيام كان مألوفًا لدى العرب من أثر ما بقيَ من شريعة سيدنا ابراهيم عليه السلام، وقد كان موسى عليه السلام يصوم يوم عاشوراء، ومما يؤكد على ذلك قولُ الله عز وجل: “شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى”، أي أنَّ الصيام كان مفروضًا في شريعة ابراهيم وموسى وعيسى عليه السلام، والله أعلم.
الغاية من معرفة أن الصيام مكتوب على الأمم السابقة
بعد توضيح من اول من صام من الانبياء سننتقل لتوضيح الغاية من معرفة فرض الصيام على الأمم السابقة، فقد ذُكر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إنَّ الأمم السابقة والأنبياء والرسل أقاموا عبادة الصيام، ولم يُذكر مدة صيامهم أو كيفيتها أو في أي وقت كانوا يصومون، لأنَّ معرفة ذلك لا تترتب عليها منفعة، ولو كان نافعًا لأخبرنا الله تعالى بذلك، بينما الغاية من إخبارنا أن الصيام فُرض على من قبلنا تتلخص بعدد من الفوائد ومنها نذكر:.
- أن يولي المسلمين أهمية كبيرة للصيام، فإنَّ فرض هذه العبادة في شرائع الأنبياء السابقة دليل على أهميتها والثواب العظيم فيها.
- للتخفيف والتهوين عن المسلمين المكلفين بأداء عبادة الصيام، ففي معرفة إنَّ غيرهم قد أدوا هذه الفريضة والتزموا بها مواساة لهم، وأسوة حسنة أيضًا بالتزام الفرائض.
الحكمة من الصيام
معنى الصوم في اللغة هو الإمساك عن عمل ما، ومعناه شرعًا هو الإمساك عن المفطرات كالأكل والشرب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، ولا شكَّ في أنَّ الغرض من الصيام ليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط، إنما الامتناع عن كل المنكرات، والتقوى والتقرب إلى الله بشتى الطاعات والأعمال الصالحة، وإنَّ من أهم الحكم التي فُرض على المسلمين الصيام لأجلها:
- تربية النفس على التقوى: فإنَّ الصيام يُدرب النفس على الالتزام بالطاعات، واجتناب المنكرات والمعاصي، وبذلك يساعد على تحقيق التقوى.
- تربية النفس على التوبة: ففي شهر رمضان يُتاح للمسلمين الفرصة لمراجعة أخطائهم، والتوبة عنها، وتصحيح أنفسهم، ونيلِ مغفرة الله سبحانه وتعالى.
- تربية النفس على العفو والصفح: من أهم الأمور في الصيام أن يتجنب المسلم إيذاء غيره، فيسلم المسلمون من لسانه ويده، ويترك الكذب والسب والغيبة والنميمة.
- الشعور بوحدة الأمة: فإنَّ المسلمين في كل بقاع الأرض يصومون في نفس الشهر، فيتوحد الجميع على الطاعة وفعل الخيرات، وتمتلئ المساجد بهم، فيتسابقون فيما بينهم بأعمال البر والخير، ويُحس الغني بقيمة النعم التي أنعمها الله عليه فيشكره، ويعرفُ ما يقاسيه الفقير، فيساعده بالصدقة والإحسان.
- حمية الجسد: فإنَّ في الصوم صحة للجسد، وتنظيف له لما فيه من سموم ، ويسمو بالروح بالامتناع عن الشهوات.
الصيام الركن الرابع من الأركان التي بُني الإسلام عليها، وقد كان ركنًا أساسيًا في الشرائع والديانات السماوية السابقة، فهي عبادة سامية تعود بالفوائد العظيمة على الصائم، وفي مقالنا هذا ذكرنا من اول من صام من الانبياء، وكيف كان الصيام عند الأنبياء، وما الغاية من معرفة أنَّ الصيام كان مفروضًا على الأمم السابقة قبلنا، وما هي الحكمة من فرض الصيام.