حياتك غالية.. لا تدمرها بالمخدرات
كم من دموع غالية إنهمرت من المقل، لا يعرف قيمتها ولا ثمنها ولا غلاءها غير الآباء والأمهات، الذين تجرعوا دموع الحزن ولوعة الفقدان في أبنائهم وهم في عز شبابهم وعنفوانهم بسبب آفة المخدرات، وكم من أم باتت تناجي ربها في الليالي المظلمات بأن يحمي أبناءها ويبعد عنهم رفقاء السوء.
هذه حال الكثير من الأسر التي ابتلى أبناؤها بالمخدرات، لذلك كان لزاماً على الحكومات والمجتمعات ككل البحث عن سُبل وأساليب جديدة للوقاية من الإدمان.
هناك الكثير من الأسر يرون أبناءهم بعد خروجهم من المصحات العلاجية أو السجون يعودون لسابق عهدهم لتعاطي المخدرات، وليصير حال الأسرة متشتتاً بين السكوت والخوف من القادم، أو إبلاغ رجال الأمن وحماية هذا المريض أو تركه على حاله ربما يعود إلى رشده، وهذه الحال يعيشها الكثيرون، ولكن الوسيلة الأسلم إعلام رجال مكافحة المخدرات بكل ما هو خطير، وذلك من أجل حمايته أولاً وسلامة المجتمع من شره لأن استمراره في هذه الحال لا طريق آخر له غير الموت أو السجن، وللأسف لا يوجد طريق ثالث.
ومن أجل حماية الشباب والمجتمع تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة في مكافحة المخدرات وفق استراتيجية شاملة يتم تحديثها بشكل مستمر، لترسيخ حالة الأمن والاستقرار في الدولة، من خلال مواكبة المستجدات العصرية واستخدام أفضل التقنيات لتحقيق أفضل معدلات الأمن، وبفضل ذلك تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية من ضرب مخططات تجار المخدرات، وإحباط عمليات الترويج خلال الأعوام الماضية.
لذلك نهيب بتكثيف التوعية الدينية والترغيب والتحفيز على التقرب إلى الله، وليس من خلال التخويف والتهديد والوعيد.
ويجب أن تكون هذه التوعية ممنهجة ولا تسير دون أهداف أو خطط، كما أن للمدارس والجامعات دور كبير في توعية الشباب والشابات، والتي تعتبر من أحد أفضل المؤسسات التي يمكن من خلالها تحديد طرق الوقاية من المخدرات، نظراً لما تتمتع به من باع طويل في هذه الأمور فلا أحد يمكن أن ينكر دور المؤسسات التربوية، فجميعها تعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الدينية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية ولكن الدور الأهم هو دور الأسرة والتي تتشكل فيه شخصية الشاب أو الشابة في الحياة الاجتماعية.