من هم أولو العزم من الرسل
من هم أولو العزم من الرسل، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية، حيث نعمل معا كوحدة واحدة.
ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
أولو العزم هم أهل الصبر وقوة تحمل المشاق من المرسلين الذين ذكرهم الله في القرآن: ﴿فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل﴾، للعلماء في تحديد أولي العزم من الرسل أقوال كثيرة مردها إلى اختلافهم في المراد بـ (مِـنْ) في قوله: (من الرسل) هل هو التبعيض أو بيان الجنس، فعلى أن المراد بها التبعيض فأصح الأقوال في ذلك أنهم خمسة. محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، عليهم السلام. والدليل على هذا أنّ الله ذكر الأنبياء ثم عطف عليهم هذه المجموعة وعطف الخاص على العام يفيد أن للخاص زيادة في الفضل وذلك في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا". وعلى أن المراد ب(من): البيان فالمعنى: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل الذين هم الرسل وعلى هذا فالمراد كل الرسل لأن الكل أصحاب عزم. والعلم عند الله تعالى.
من هم أولو العزم من الرسل
فضّل الله -سبحانه- بعض الأنبياء على بعض، بدليل قوله -سبحانه-: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)، وأولو العزم على القول المشهور لأهل العِلم هم: محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-، وأنبياء الله نوح، وموسى، وإبراهيم، وعيسى -عليهم السلام-.
فيما يأتي بيان أهمّ خصائص وفضائل أولو العزم من الأنبياء -عليهم السلام-:
نوح عليه السلام
نوح -عليه السلام- هو أوّل رسولٍ بعثه الله -تعالى- بعد نبيّه آدم -عليه السلام-، وقال العلماء إنّه سُمّي بهذا الاسم لِكثرة بُكائه، ولُقّب بأبي البشرية الثاني، حيث امتازت دعوته بشمولها لجميعِ مَن كان في زمانه. لِذا ذكر الله -تعالى- قِصَّته وطريق دعوته في عِدّة مواضع من القرآن الكريم، وخَصّ سورةً كاملةً للحديث عن ذلك، فأصبحت دعوته منبراً ونبراساً لكلِّ مَن أراد خوض طريق الدّعوة؛ لِكثرة ما تحويه من الدروس والعبر، لا سِيما وأنّه قد استمرّ في دعوة قومه قرابة ألف سنة دون التواني في ذلك ليلاً أو نهاراً، سرَّاً أو جهراً. قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ).
وهناك العديد من الفضائل لِنوح -عليه السلام- منها ما يأتي:
- مَنَح الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- قوّةً لم تنقص أو تقلّ رغم العمر الطويل الذي عاشه.
- بالغ نوحٌ -عليه السلام- في دعوته ولم يُثنِه عنها ما تعرّض له من الضرب والشّتم ومختلف ألوان الأذى. حيث قال الله -تعالى-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا).
- جَعَل الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- النبيّ الثاني في الميثاق والوحي بعد رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ)، وقوله -تعالى-: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ).
- حَفِظ الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- من الغرق وحفظ كلّ مَن كان معه في السفينة.
- سمّى الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- عبداً شكوراً، قال -تعالى-: (ذُرِّيَّةَ مَن حَمَلنا مَعَ نوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبدًا شَكورًا).
ابراهيم عليه السلام
هناك العديد من الفضائل لنبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- منها ما يأتي:
- كلّف الله -تعالى- إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- ببناء بيته وتطهيره. حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،
- أكرم الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- بأن جعله أوّل مَن يُكسى يوم القيامة. وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا: {كما بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] الآيَةَ، وإنَّ أوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ).
- جعل الله -تعالى- النبوّة والكتاب وحصرهما في ذُريّة إبراهيم -عليه السلام-، لقول الله -تعالى-: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).
- وصف الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- بالنبوّة والصديقيّة، لقوله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا).
- لم يتّخذ الله -تعالى- أحداً من أنبيائه خليلاً له سوى إبراهيم -عليه السلام- ومحمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال الله -تعالى-: (وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).
- اصطفى الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- وجعله إماماً وقدوة للناس. حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)، وقوله -تعالى-: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).
موسى عليه السلام
هناك العديد من الفضائل لنبيّ الله موسى -عليه السلام- منها ما يأتي:
- اصطفى الله -تعالى- موسى -عليه السلام-وفضّله بتكليمه من بين أنبيائه، فاشتُهر بكليم الله، حيث قال الله -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، وقال -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)، وقال -تعالى-: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ).
- أيّد الله -تعالى- موسى -عليه السلام- ومنحه تسع آيات يُحاجج بها قومه، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَقَد آتَينا موسى تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ)،
عيسى عليه السلام
هناك العديد من الفضائل لنبيّ الله عيسى -عليه السلام- منها ما يأتي:
- وُلِد عيسى -عليه السلام- من غير أبٍ. وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا* فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا* قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا* قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا* قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا* فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا).
- مَكّنَ الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- من التكلّمِ مع الناس وهو رَضيعٌ، حيث قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ).
- أيّد الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- بالعديد من الآيات منها ما جاء ذكرها في قوله -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ).
- رفع الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- إلى السماء، فهو حَيٌّ لم يُقتل. وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).
- يَنزل عيسى -عليه السلام- من السماء في آخر الزمان، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا)، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (كيفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وإمَامُكُمْ مِنكُمْ).
- اصطفى الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- بأن جعله رسوله، وكلمته، وروح منه، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ).
محمد عليه السلام
اختصّ الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وميّزه عن سائر الأنبياء -عليهم السلام- بالعديد من الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:
- أخذ الله -تعالى- على سائر أنبيائه -عليهم السلام- عهداً وميثاقاً بالإيمان برسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- واتّباعه في حال ظَهَر في زمن وعهد أحدهم. وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ).
- جعل الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أحقّ البشر بنصرة وولاية أنبيائه -عليهم السلام-. وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّـهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
- جعل الله -تعالى- ما بين بيت رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ومنبره روضة من رياض الجنّة، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ).
- أكرم الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن جعل صلاة أمّته عليه تَصِلَه، وتَبلغه، وتُعرَض عليه، لا سيما في يوم الجمعة، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مِنْ أفضلِ أيامِكم يومَ الجُمُعةِ) وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ، يُبلِّغوني من أُمَّتي السَّلامَ).
- أكرم الله -تعالى- رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بإمامة أنبيائه -عليهم السلام- في بيت المقدس، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وقدْ رَأَيْتُنِي في جَماعَةٍ مِنَ الأنْبِياءِ)
عدد أولو العزم من الرسل
تعدّدت آراء العلماء في عدد أولي العزم من الرسل كما يأتي:
- القول الأول: عدد أولو العزم من الرسل ثمانية عشر، وقد ورد ذكرهم في سورة الأنعام، حيث قال الله -تعالى- مُعقِّباً على ذكرهم: (أُولـئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه).
- القول الثاني: جميع رسلِ الله -تعالى- وأنبيائه أولو عزمٍ سِوى يونس -عليه السلام- لِما اتّصف به من عَجلةٍ، حيث قال الله -تعالى- مخاطباً رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ).
- القول الثالث: جميع رسل الله -تعالى- وأنبيائه أولو عزمٍ، فلم يبعث الله -تعالى- أحداً إلّا كان ذا عزمٍ وحزمٍ، وامتاز برجاحة العقل.
- القول الرابع: وهو القول المشهور الذي قال به عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- بأنّ عدد أولو العزم خمسة؛ وهم رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى -عليهم السلام-. وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، وقوله -تعالى-: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا).
وقد امتاز هؤلاء الرّسل -عليهم السلام- بصبرهم على مواجهةِ وملاقاةِ دُعاة وطغاة البشر وأعتاهم، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَقَد كُذِّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَروا عَلى ما كُذِّبوا وَأوذوا حَتّى أَتاهُم نَصرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ وَلَقَد جاءَكَ مِن نَبَإِ المُرسَلينَ).
من أفضل أولي العزم؟
أفضل البشر بلا شكّ هم رُسل الله -تعالى- وأنبيائه، وأفضلهم أولي العزم منهم، حيث قال الله -تعالى-: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ)، وقال -تعالى-: (وَلَقَد فَضَّلنا بَعضَ النَّبِيّينَ عَلى بَعضٍ). وأفضل أولي العزم رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويَتبعه في الأفضلية إبراهيم -عليه السلام-، أمّا نوح، وموسى، وعيسى -عليهم السلام-؛ فقد اختُلف في المفاضلة بينهم.