هل فحص الدم يفطر
المقصود بتحليل الدم يُطلَق مصطلح تحليل الدم على: الإجراء الطبّي الذي يتمّ فيه سحب عَيِّنة من دم المريض؛ لإجراء فحص مِخبَريّ مُعيَّن، والتي تكون غالباً من وريد الذراع باستخدام إبرة خاصّة، وعادةً ما يكون تحليل الدم سريعاً وسهلاً دون حدوث أيّة مُضاعَفات لدى المريض، وممّا يجدر ذِكره أنّ بعض تحاليل الدم تتمّ أيضاً من خلال وَخز الإصبع، وتساعد فحوصات الدم الأطبّاء على التحقُّق من وجود أمراض وحالات مُعيَّنة، بالإضافة إلى التحقُّق من سلامة أعضاء الجسم المختلفة، أو مدى تأثير دواء مُعيَّن في الجسم.
وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن السؤال، إن أخد عينة من دم الصائم لا يفطره؛ فيكمل صومه ويبقي صحيحًا.
مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه؛ لأنه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر.
حُكم سَحب الدم من الصائم للتبرُّع به اختلف العلماء في حُكم سحب الدم من الصائم للتبرُّع به، وبيان أقوالهم فيما يأتي:
القول الأوّل: ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنفية، والمالكية إلى عدم إفساد التبرُّع بالدم للصوم؛ قياساً على عدم فساد صوم من احتجم، إلّا أنّها تُكرَه إذا أوقعت بالمُحتجِم ضَعفاً؛ بدليل ما ورد عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم احتجَم وهو صائمٌ)، وعلى ذلك فإنّ التبرُّع بالدم لا يُفطِّر، إلّا أنّه يُكرَه في حال ضَعفت صحّة المُتبرِّع عند سَحب الدم، الأمر الذي قد يضطره إلى الإفطار؛ لضَعف قوّته.
القول الثاني: ذهب الحنابلة إلى فساد صوم المُتبرِّع بالدم؛ قياساً على الحُجامة؛ إذ يرون أنّ الحجامة يُفطر بها الحاجم والمحجوم؛ ودليلهم على ذلك قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: (أفطرَ الحاجِمُ والمَحجومُ).