ما اركان الحج
ما اركان الحج
الحج هو قَصْد بيت الله الحرام لأداء مناسك مخصوصةٍ ، ويُعرَّف أيضا بأنّه زيارة مكانٍ مُعيَّنٍ (الكعبة وعرفة) في زمنٍ مُعيَّنٍ (ذو الحِجّة) بنيّة أداء مناسك الحجّ بعد الإحرام لها .
والحج هو فريضةٌ من فرائض الإسلام وأحد الأركان التي يقوم عليها، وقد ثبتت مشروعيّته في القرآن والسنّة والإجماع، وأجمع المسلمون على وجوب الحجّ على المسلم البالغ العاقل الحُر مرّةً واحدةً في العُمر حال توفُّر الاستطاعة، والقدرة على أدائها.
يعد الحج من أعظم الأعمال والعبادات وأحبّها إلى الله؛ ويدلّ على ذلك ما صحّ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ.
تنقسم مَناسك الحج إلى أركان وواجبات وَسُنن :
أركان الحج
ويعد الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها ؛ فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً، وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة، إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف ، صحيح عند جمهور أهل العلم.
1- الإحرام
وهو نيّة الدخول في النسك لقول الرسول صلى الله عليه وسلَّم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى.
للإحرام زمان محدد وهي أشهر الحج التي ورد ذكرها في قوله تعالى: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" (البقرة: 197)، ومكان محدد وهي المواقيت التي يُحْرِمُ الحاج منها.
2- الوقوف بعرفة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة، من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك" رواه أبوداود وغيره، والمقصود بجَمْع المزدلفة، ويبتدئ وقته من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة ويمتد إلى طلوع فجر يوم النحر، وقيل يبتدأ من طلوع فجر اليوم التاسع.
فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد أدرك الوقوف، وفي أي مكان وقف من عرفة أجزأه لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: "وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف"، أخرجه مسلم.
3- طواف الإفاضة
لقوله سبحانه: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق" (الحج: 29) ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم حين أُخبِرَ بأن صفية رضي الله عنها حاضت قال : "أحابستنا هي؟، فقالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة، قال: فلتنفر إذا"، متفق عليه .
وهذا يدل على أن هذا الطواف لا بد منه ، وأنه حابس لمن لم يأت به، ووقته بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة ولا آخر لوقته عند الجمهور بل يبقى عليه ما دام حياً ، وإنما وقع الخلاف في وجوب الدم على مَن أخره عن أيام التشريق أو شهر ذي الحجة .
4- السعي بين الصفا والمروة
لقوله صلى الله عليه وسلم: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي" رواه أحمد. ولقول عائشة رضي الله عنها: "طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون (تعني بين الصفا والمروة) فكانت سنة، فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة" رواه مسلم.
وهذا السعي هو سعي الحج، ووقته بالنسبة للمتمتع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة، وأما القارن والمفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم.
واجبات الحج
أما الواجبات التي يصح الحج بترك شيء منها، فهي: _الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً ، _الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً ، _المبيت بمزدلفة ليلة النحر ، _المبيت بمنى ليالي أيام التشريق ،_رمي الجمرات ،_ الحلق والتقصير ،_ وطواف الوداع .