هوامش أوروبا ضد بروكسل وواشنطن
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت رو"، حول سعي الأوروبيين المتضررين من العقوبات عن مثال يحتذونه للتمرد على الإملاءات الأمريكية.
وجاء في المقال: فشلت السلطات الغربية في إقناع المجر وتركيا بالتخلي طواعية عن حق النقض على العقوبات الاقتصادية والجيوسياسية ضد روسيا. وهي أيضا لا تستطيع إجبار بودابست وأنقرة على ذلك.
ونتيجة لذلك، يتساءل الإعلام والخبراء الغربيون الآن عما يمكن فعله حيال هذه المعارضة؟
من المستحيل طرد المجريين والأتراك من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. لا أسس رسمية ولا حتى آليات لفعل ذلك. فهل يصبرون على سلوكهما؟ إذا كان الجواب بنعم، فبعد ذلك سوف تصبح الدول الأخرى في الغرب الجماعي أكثر جرأة وتبدأ في التعبير عن وجهة نظرها.
في السابق، لم تكن هناك مثل هذه الأسئلة، لأن الدول والبيروقراطية الأوروبية تمكنت من الضغط على المخالفين المحتملين. وبعد بدء العملية الروسية الخاصة، أصبح كل شيء أقل يقينا.
وفي الصدد، قال مدير البرامج في نادي فالداي، أوليغ بارابانوف، لـ"إكسبرت رو": "الأمر يتعلق بالوضع السياسي الداخلي. ففي بلغاريا وجمهورية التشيك، لا تحتكر أي قوة سياسية السلطة، ما يعني أنه في حالة عصيان أحد الأطراف، يمكن دعم حزب آخر وإيصاله إلى السلطة".
السبب الثاني لدى المعارضة المجرية، هو الحد الذي وصلت إليه، كما لاحظ جوزيب بوريل في حينه عن حق، العقوبات الغربية ضد روسيا. الحد الذي باتت معه العقوبات المفروضة تضر بشدة ليس فقط الاقتصاد الروسي، إنما والأوروبي. وعلى وجه الخصوص، المجري.
يدرك فيكتور أوربان أن درعه الوحيد ضد البيروقراطية الأوروبية (التي طالما حلمت بالإطاحة بـ "الديكتاتور المجري") هو أوسع دعم من السكان. وإذا أدت العقوبات الاقتصادية ضد روسيا إلى انهيار الاقتصاد المجري وتدهور مستوى معيشة الناس العاديين، فليس ذلك ما انتظره الناخبون من تفويضه. من الواضح أنهم يراهنون على قدرة أوربان على الدفاع عن مصالحهم دون التضحية بها لطموحات بروكسل وغيرها من المفترسات. ويبدو أن هناك من في أوروبا من هو على استعداد لاقتداء بمثل هذه المثال.