4 ملوك حكموا المملكة الأردنية في الأعوام الـ 76
يحيي الأردن اليوم الأربعاء الذكرى الـ76 لاستقلاله والتي توافق 25 مايو/أيار من كل عام. وشهد عام 1921، إعلان الأمير عبدالله بن الحسين تأسيس إمارة شرق الأردن، والتي أُعلن استقلالها في 25 مايو/ أيار 1946 تحت اسم "المملكة الأردنية الهاشمية"، وأصبح الملك المؤسس عبدالله (الأول) بن الحسين ملكاً دستورياً عليها.
4 ملوك حكموا المملكة الأردنية في الأعوام الـ 76
تعرف على ملوك الأردن منذ التأسيس حتى اليوم:
الملك عبدالله الأول
وُلد الملك عبدالله الأول، في مكة المكرمة، في 4 أبريل/ نيسان 1882، واهتمّ منذ طفولته بتاريخ القبائل، وتعرّف على أعراف البدو وعاداتهم وتقاليدهم، وتشبّع بثقافتهم، فكان لذلك أثره البالغ في شخصيته فيما بعد، إذ غدا قصرُ رغدان الذي بُني في عمّان عام 1927، مقصداً للمثقفين والأدباء والشعراء العرب.
تلقّى عبدالله بن الحسين بن علي علومه في مكة وإسطنبول، فمنحته الأولى الإيمان العميق، ومركزية الوعي وحمْل طموحات المسلمين وآمالهم، وأعطته الثانية الحنكة والحكمة.
وتجسّدت في شخصيته الخبرة السياسية والقدرة الفائقة على اجتياز الأزمات والتدخل الحاسم، فقد كان أحد قادة الثورة العربية الكبرى، وبعد أن أُعلن فيصل ملكاً على سوريا ظل عبدالله في صحبة والده في مكة، ولكن نهاية الحكومة العربية في دمشق بعد معركة ميسلون في 24 يوليو/ تموز 1920، دفعت به للقدوم إلى شرق الأردن لتبقى راية الثورة العربية مرفوعة، ولتأسيس قاعدة انطلاق لدعم الثوار العرب ضد الانتداب الفرنسي ولتحرير البلاد السورية.
جاء عبدالله الأول إلى أرض الأردن مجاهداً، وقضى - وهو ملكٌ- شهيداً على أرض القدس التي دافع عنها، فسالَ دمُه الزكي عند عتبات المسجد الأقصى في 20 يوليو/ تموز 1951، على مقربةٍ من ضريح والده الشريف الحسين بن علي.
وكان الملكُ المؤسسُ ذاهباً إلى صلاة الجمعة التي حرص على أدائها في الأقصى، يرافقه حفيده الشاب الحسين بن طلال الذي مثّلت هذه الحادثة انعطافة في وجدانه وتفكيره وصفها بقوله: "في هذا اليوم قد تساوت عندي قيمُ الحياة والموت".
ترك الملك المؤسس عدداً من الآثار الأدبية والسياسية هي: "مذكراتي"، و"الأمالي السياسية"، و"من أنا"، و"بين الدر المنثور والمنظوم"، و"جواب السائل عن الخيل الأصائل"، جُمعت في كتاب "الآثار الكاملة".
الملك طلال بن عبدالله
وُلد الملك طلال بن عبدالله في مكة في 8 يناير/ كانون الثاني 1909، تلقّى علومه الأوّلية في عمّان، وعُيّن مرافقاً لوالده -أمير البلاد- برتبة ملازم فخري، التحق بكلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، وتخرّج برتبة ملازم، ثم التحق بخدمة جدّه الشريف الحسين بن علي في قبرص حتى عودته إلى عمّان، ونودي به ملكاً دستورياً على المملكة الأردنية الهاشمية في 6 سبتمبر/ أيلول 1951.
واصل الملك طلال بن عبدالله مسيرة البناء والحكم برؤية استشرافية، استناداً إلى ما أرساه الملك المؤسس من أُسس بُنيت على قواعد الوسطية والاعتدال والعدالة والمساواة والحرية وحقوق الإنسان.
حكمَ الملك طلال لأقلّ من سنة، وخلال ذلك أنجز الدستور الأردني لعام 1952، الذي جسّد آفاق التطور السياسي المرتكز على ضرورة مشاركة الشعب في صنع القرار، وأرسى من خلاله دعائم الوحدة الوطنية والقومية.
شهدَ عهدُه إقرار حقّ التعليم المجاني، وصدور تشريعات مهمة في مجالات مختلفة، وتوطيد العلاقات الأردنية مع السعودية وسوريا ومصر، وتوقيع اتفاقية "الضمان الجماعي العربي".
وقد تعذّر استمراره في الحكم بسبب مرضه، فكان القرارُ الدستوري بتشكيل مجلس الوصاية في 11 أغسطس/ آب 1952 ريثما يبلغ نجلُه الحسين السنَّ القانونية، وهو اليوم نفسه الذي بويع فيه الحسين ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية.
الملك الحسين بن طلال
شهد الأردن نهضة شملت جميع المجالات خلال حكم الملك الحسين بن طلال الذي استمر 47 عاماً.
وُلد الملك الحسين بن طلال في عمّان في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1935، وحظي برعاية جدّه الملك المؤسس، حيث تلقّى علومه التربوية والعسكرية في مدارس الأردن وفي الخارج، واعتلى عرش المملكة الأردنية الهاشمية في 11 أغسطس/آب 1952، وتولّى سلطاته الدستورية في 2 مايو/ أيار 1953، في ظروف عربية ودولية حرجة ودقيقة.
واستطاع أن يحقق أعلى مستويات النهوض، بخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يكون الباني لأردن الاعتدال والوسطية ويحقّق الحياة الفضلى لشعبه، مثلما واصل الأردنُّ في ظل قيادته أداء دوره العربي والإقليمي والدولي باقتدار وتكامل وتأثير ورؤية للمستقبل.
وعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطن، انسجاماً مع الشعار الذي رفعه "الإنسان أغلى ما نملك" والذي شكّل ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية والتأكيد على ضرورة توزيع مكتسبات التنمية لتشمل كل المناطق وجميع فئات الشعب.
وأولى القواتِ المسلحة الأردنية/ الجيش العربي اهتماماً خاصاً، وقد سطر منتسبوها في معركة الكرامة الخالدة، في 21 مارس/آذار 1968، انتصاراً عظيماً أعاد روح الثقة لكل العرب، بعد حرب يونيو/حزيران بين العرب وإسرائيل عام 1967.
وعلى الصعيدين الإقليمي والعربي، كان الأردن من المؤسسين لجامعة الدول العربية، وظل ملتزماً بقراراتها محترِماً لها، وأدى الملك الحسين دوراً محورياً في وحدة الصف والعمل العربي المشترك ودعم القضايا العربية، خاصة القضية المركزية؛ فلسطين.
ورعى مسيرة الحياة السياسية وتعزيز نهج الديمقراطية، إذ واجه الأردن مسألة دستورية بسبب احتلال الضفة الغربية، فكان وضعُ الميثاق الوطني الأردني وتشكيل مجالس استشارية من الخطوات الأساسية لملء الفراغ الدستوري.
وعندما كانت إرادة الفلسطينيين أن يتولّوا المسؤولية بأنفسهم، كان القرار الأردني في مؤتمر الرباط عام 1974 بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وتبع ذلك قرارُ فكّ الارتباط القانوني والإداري عام 1988، ما أتاح للأردن استئناف مسيرته الديمقراطية الدستورية في عام 1989 على قاعدة التعددية السياسية، وتأكيد نهج الشورى، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل المرأة، مرشَّحةً وناخبة.
صدر للملك الحسين كتابان هما: "حربنا مع إسرائيل" و"مهنتي كملك".
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
تسلّم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية، في 7 فبراير/شباط 1999.
وُلد الأمير عبدالله بن الحسين بن طلال في عمّان، في 30 يناير/ كانون الثاني 1962، وهو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال، والأميرة منى الحسين.
وله أربعة إخوة وستّ أخَوات، تلقّى علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمّان وأنهاها في عام 1966، ثم التحق بمدرسة سانت إدموند في بريطانيا، ومن ثم بمدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراسته الثانوية.
وفي إطار تدريبه ضابطاً في القوات المسلحة الأردنية، التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1980، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها قُلِّد رتبة ملازم ثانٍ. وعُيّن بعد ذلك قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13/18 في قوات الهوسار (الخيّالة) الملكية البريطانية، وفي عام 1982 التحق بجامعة أكسفورد، حيث أنهى مساقاً في الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط.
ولدى عودته إلى أرض الوطن، التحق بالقوات المسلحة الأردنية برتبة ملازم أول، وخدمَ قائدَ فصيل ومساعدَ قائدِ سرية في اللواء المدرع الأربعين. وفي عام 1985، التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس في ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأميركية.
وفي عام 1986 كان قائداً لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 في القوات المسلحة الأردنية برتبة نقيب، كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادّة للدبابات في سلاح الجو الأردني، وقد تأهّل قبل ذلك مظلّياً في القفز الحر وطياراً مقاتلاً على طائرات الكوبرا العمودية.
وفي عام 1987 التحق بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن، كما أنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية في إطار برنامج "الماجسيتر في شؤون الخدمة الخارجية".
خدم الملك عبدالله الثاني مساعدَ قائد سرية وقائد كتيبة في كتيبة الدبابات الملكية/17 ثم رُفّع إلى رتبة رائد. كما حضر دورة الأركان في كلية الأركان الملكية البريطانية في كمبرلي في المملكة المتحدة. وخدم في الفترة 1991-1992 ممثلاً لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القوات المسلحة الأردنية.
وقاد كتيبة المشاة الآلية الملكية الثانية. وفي عام 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين، ومن ثم أصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية، ثم قائداً لها برتبة عميد. وفي عام 1996 أعاد تنظيم القوات الخاصة لتتشكّل من وحدات مختارة لتكوّن قيادة العمليات الخاصة.
رُقّي إلى رتبة لواء عام 1998، وحضر دورة إدارة المصادر الدفاعية في مدرسة مونتيري البحرية خلال شهرَي يونيو/حزيران ويوليو/تموز في العام نفسه.
بالإضافة إلى خدمته العسكرية ضابطاً، تولّى مهماتِ نائب الملك مرات عدة في أثناء غياب الملك الحسين عن البلاد.
وقد صدرت الإرادة الملكية السامية في 24 يناير/ كانون الثاني 1999 بتعيينه ولياً للعهد.
وكان قبل ذلك قد تولّى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور الأردني، منذ يوم ولادته في 30 يناير/كانون الثاني 1962 حتى 1 أبريل/ نيسان 1965.
اقترن بالملكة رانيا في 10 يونيو/ حزيران 1993، ورُزقا بنجلَين وابنتَين: الأمير الحسين، ولي العهد، الذي وُلد في 28 يونيو/ حزيران 1994، والأميرة إيمان التي وُلدت في 27 سبتمبر/ أيلول 1996، والأميرة سلمى التي وُلدت في 26 سبتمبر/ أيلول 2000، والأمير هاشم الذي وُلد في 30 يناير/ كانون الثاني 2005.
المصدر: العين الإخبارية