نزاع روسيا مع الناتو ينتقل إلى البحر
تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول قرار حلف شمال الأطلسي دعم فنلندا بسفن حربية.
وجاء في المقال: وصل أسطول الناتو إلى هلسنكي. ففي إطار التدريبات المشتركة، قدمت إلى هناك سفينتان حربيتان أمريكيتان، وواحدة ألمانية وأخرى فرنسية. وقد تبين أن هذه الزيارة استعراضية. فالآن يجري البت في مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.
في وقت مبكر من 16 مايو، في قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، صرح فلاديمير بوتين بأن انضمام البلدين إلى الناتو لا يشكل تهديدا مباشرا لروسيا. وفي الوقت نفسه، رأى أن توسيع البنية التحتية العسكرية للحلف ليشمل السويد وفنلندا، "بالتأكيد، سيؤدي إلى رد من قبلنا". وفي 23 مايو، تحدث الممثل الدائم لروسيا لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، على قناة روسيا 24، عن جزر آلاند وقناة سايما. الأولى هي أراضي فنلندية منزوعة السلاح منذ أكثر من قرن ونصف، بموجب شروط معاهدة باريس للسلام للعام 1856، والتي وضعت حداً لحرب القرم. وتم حفر قناة سايما في منتصف القرن قبل الماضي. وبعد الحرب السوفيتية الفنلندية 1939-1940، سيطر الاتحاد السوفييتي على معظمها. وأبرم البلدان اتفاقية لتأجير القناة للجانب الفنلندي. وقد تم تجديد الاتفاقية لمدة 50 سنة في العام 2013.
وأشار تشيجوف إلى أن فنلندا تستأجر قطاعا ضيقا من الأرض على طول هذه القناة. وتساءل: "فماذا سيحدث الآن؟ ينبغي الانتظار" لمعرفة ذلك.
وبصرف النظر عن كيفية تأويل قول تشيجوف، يبدو فيه تلميح إلى إمكانية نشوء نزاع إقليمي، لأول مرة منذ العام 1940، بين فنلندا وجارتها الشرقية. فهل تخدم هذه اللعبة تطلعات البلاد الأوروأطلسية أم تضر بها؟
مهما يكن الأمر، ففي المستقبل القريب، سوف تكون المواجهة بين روسيا والغرب مرتبطة، بطريقة ما، بالبحر، إن لم يكن ببحر البلطيق، فبالبحر الأسود. فأمس الأول، ناقش المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مسألة تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود خلال محادثة هاتفية مع الرئيس بوتين.