مفهوم العبادة في الإسلام
مفهوم العبادة في الإسلام
مفهوم العبادة في الإسلام أعم وأشمل مما يعتقده كثير من المسلمين، من مجرد الصلاة والزكاة والصيام والحج فقط، ولكن العبادة التي خلقنا
الله من أجلها هي تعظيم الله عز وجل والخضوع والتذلل له وإفراده بالطاعة المطلقة،
فإذا جاء أمره سبحانه يجب أن يسقط من حسابنا كل أمر عدا أمره عز وجل.. إن العبادة في الإسلام لا تعني – كما هو الحال في كثير من الأديان
والعقائد – حوارًا جزئيًا مع الله سبحانه وتعالى في ساعات معينة من الليل والنهار، حوارًا يعبر عن نفسه بأداء حركات محددة، واستعادة تعابير
وصلوات مكتوبة سلفًا، وهدوءًا جسديًا موقوتًا بزمن هذا الحوار.
مفهوم العبادة في الإسلام
يقول الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) يخطيء كثير من المسلمين في فهم حقيقة العبادة في الإسلام فيظن كثير من الناس
أن عبادة الله مقتصرة على الصلاة والصيام والزكاة والحج وبعض الأذكار ويعتقدون أنهم بعملهم ذلك أقاموا الإسلام في حياتهم وهذا فهم ناقص
لحقيقة العبادة في الإسلام . فأصل العبادة في اللغة : الطاعة والخضوع والتذلل كما قال الجوهري وغيره . أما مفهوم العبادة في الشرع فمفهوم
واسع شامل.
أن كل عمل يصدر عن المسلم يمكن أن يكون عبادة إذا توفرت فيه بعض الشروط .
1- أن يكون العمل خالصاً لله تعالى فإذا قصد العامل أن يغني أسرته وينفع الناس فعمله عبادة .
2- أن يكون العمل ضمن حدود الشرع فلا يجوز للمسلم أن يعمل فيما حرم الله فينبغي ان يكون على حسب ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
3-أن يكون عمله غير شاغل له عن القيام بما أوجب الله عليه ، فإذا تحققت هذه الشروط كان العمل عبادة لله تعالى .
مفهوم العبادة في الإسلام
العبادة الظاهرة: الصلاة، والزكاة، والحجّ، والدعاء، والذكر، إضافة إلى بِرّ الوالدين، والجهاد، والأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الخَلق، وغير ذلك من الأعمال والأقوال.
العبادة الباطنة: حُبّ الله ورسوله، والخوف من عذابه ، والرجاء لرحمته، والتوكُّل عليه، وشكره،
والصبر على أحكامه، والرضا بقضائه. وعبادة الله تشمل كلّ ما يتعلّق بالدين؛ حيث تشمل أركانَ
الإيمان، وأركان الإسلام، ويدخل فيها معنى الإحسان.
ويأتي الأصل اللغوي لكلمة العبادة متوافقاً مع المقصود بلفظ (الدين)؛ أي بمعنى: الخضوع،
والطاعة؛ فعبادة الله والدينونة له تجمع الخضوع لله -تعالى-، إلى جانب حُبّه -تبارك وتعالى-، فهو
يدينُ لله، ويخضع له؛ طاعةً، ورغبةً، وحُبّاً، وبهذَين الشرطَين تتحقّق العبودية له.
وعلى الرغم من أنّ أذهان الكثيرين تنصرف إلى الطقوس والشعائر والصلوات بشكل خاصّ إذا
ذُكِرت كلمة (عبادة)، إلّا أنّ الإسلام أكّد على أنّ حياة الإنسان كلّها عبادة لله، يقول الله -تعالى-: (قُل
إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ)؛ فالصلاة، والمناسك تُعَدّ لوناً واحداً من
ألوان العبادة، إلّا أنّ العبادة تأتي بمعنى أكثر شموليّة من ذلك.