كيف يرون تعدد الأقطاب في روسيا والغرب
تحت العنوان أعلاه، نشرت أسرة تحرير "نيزافيسيمايا غازيتا"، مقالا حول مؤشر على إقرار الغرب بالحاجة إلى عالم متعدد الأقطاب، ولكن ما علاقته بالتصور الروسي عن هذا العالم؟
وجاء في المقال: نطق المستشار الألماني أولاف شولتز في دافوس بكلمة "تعدد الأقطاب" التي تسعد الأذن السياسية الروسية.
بالنسبة للسياسيين والمتحدثين رفيعي المستوى في روسيا، هناك إغراء كبير للتفكير وإعلان أن الغرب بدأ تدريجيا في النظر إلى العالم "بعيون روسية"، لفهم "الحقيقة الروسية". فمصطلح "تعدد الأقطاب" هو في الواقع جزء من خطاب السياسة الخارجية الذي يعيد إنتاجه الدبلوماسيون والسياسيون الروس. العنصر الأكثر أهمية في هذا الخطاب هو الفكرة عن الولايات المتحدة بوصفها القوة المهيمنة على العالم، وعن تزايد قوة بعض الدول أو الاتحادات بين الدول التي قد لا تخضع لمثل هذه الهيمنة. فبعض مراكز الثقل البديلة، مثل روسيا أو الصين، تريد أن تكون كذلك، لكن يتم إعاقتها.
ليس من الواضح على الإطلاق إن كان المستشار شولتز، في حديثه عن تعدد الأقطاب، يرى صورة العالم كما تراها روسيا. فالاستنتاجات التي يمكن أن يستخلصها سياسي غربي، "يعترف" بالتعددية القطبية، لا تتوافق بالضرورة مع استنتاجات السلطات الروسية.
عندما يتحدث زعيم دولة أوروبية عن التعددية القطبية، فإنه يضع في اعتباره الحضارة الغربية كأحد الأقطاب (وليس روسيا). وإعادة هيكلة العلاقات الدولية في فهمه تعني تعزيز القيم الغربية بطريقة مختلفة، وربما أكثر تعقيدا. لكن هذا لا يعني التخلي عن القيم، أو الدخول في صراع مع واشنطن، كما أنه لا يعني الاعتراف بأن مراكز القوة الأخرى لها الحق في التصرف كما يحلو لها (وهو ما قد ترغب فيه موسكو).