من هي اول ممرضة في الاسلام
من هي اول ممرضة في الاسلام، كان للمرأة في الإسلام دورٌ مهمٌ في شتى مجالات الحياة، حيث ينظرُ الإسلام للمرأة بأنها تلعب دورًا أسريًا ومجتمعيًا، كما أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة.
كان الطب والتمريضُ عند العرب قبل الإسلام خدمةً تعتمدُ على المتوارث عليه من الطب الشعبي، وتُعد مهنة التمريض من أقدم المهن في الإسلام، واتفق الباحثون في مجال التمريض على أنَّ التمريض في الإسلام بدأ في زمن النبي محمد عندما شارك المرأة في العمل الاجتماعي وسمح لها بخدمة المجتمع، وبالتالي لم تكن الرعاية الصحية وقفًا على الرجال، ولكن زاولته النساء وبرعنَ فيه، فكانت النساء تمرضُ المرضى وتداويهم في أيام السِلم والحرب، ومنهنَّ من اشتهر بالطب مثل عائشة بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس والشفاء بنت عبد الله ورُفيدة الأسلمية، وأخريات عرفنَّ بالآسيات (اليوم تعني المُمرضات) مثل نسيبة بنت كعب المازنية وأميمة بنت قيس الغفارية وغيرهن.
يُوجد اختلافٌ تاريخيٌ حول أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ، حيثُ تنسب الشعوب الغربية هذا اللقب إلى فلورنس نايتينجيل والتي تُعرف برائدة التمريض الحديث، إلا أنَّ عددًا من المصادر ينسبُ الأسبقية إلى رُفيدة بصفتها أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ حيث كانت تُمارس التمريض والجراحة في المعارك في 620 ميلاديًا، وتوضح المصادر أنَّ رُفيدة أدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي قبل 1,200 سنة من فلورنس نايتينجيل، وأنها مؤسسة التمريض في العالم الإسلامي. تذكر المصادر أنَّ رُفيدة تُعد أول مُتطببة في الإسلام، وأول جراحة في الإسلام، وأول ممرضة في الإسلام، وأول ممرضة عسكرية في الإسلام.
إنها رفيدة بنت سعد الاسلمية من الأنصار من الخزرج وقد أقامت خيمة إلى جانب مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام تمرض فيها من يمرض أو يصاب من المسلمين.
وفى غزوة الخندق أقامت أول مستشفى ميدانى عندما نصبت خيمتها هناك لتداوى جرحى المسلمين، وإذا كان لكل شخص كما يقولون من اسمه نصيب فإن رُفيدة بنت سعد اسم على مسمى..فاسمها مشتق من الاعانة والصلة والعطاء وهى من قبيلة بنى أسلم إحدى قبائل الخزرج فى المدينة المنورة التى كانت يطلق عليها يثرب.
تعد رُفيدة أول ممرضة فى الاسلام وبقيت طوال حياتها تقوم بهذه المهمة الانسانية النبيلة لا سيما أثناء غزوات الرسول الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم من خلال مستشفاها المتنقل متطوعة بعملها وخبرتها لصالح هذا العمل العظيم و لأنها كانت صاحبة ثروة ومال فقد كانت تنفق بسخاء على المحتاجين وتوفير مستلزمات مستشفاها الخاص..
عرف مستشفاها المتنقل باسم (خيمة رُفيدة) وكانت أول انطلاقة له عندما عاد المسلمون من غزوة بدر إلى المدينة منتصرين وكان معهم الجرحى وذوو الاصابات البليغة فقامت رُفيدة بدورها فى علاج المصابين ومداواة الجرحى من خلال خيمة نصبتها بجوار المسجد النبوى وجهزتها بالعقاقير وما توفر لها من أدوات جراحية. وقد اشتركت رُفيدة فى كل غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام أحد، خيبر، الخندق، وتروى كتب السيرة أن الصحابى سعد بن معاذ لما أصيب بسهم غائر فى ذراعه يوم الخندق أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بنقله إلى خيمة رُفيدة لتقوم باسعافه وإخراج السهم ووقف نزيفه قائلاً : اجعلوه فى خيمة رُفيدة فكانت خير مشرفة على تمريضه... رحم الله رُفيدة الأنصارية ورضى الله عنها و أرضاها.