كُفوا عن التفكير بالغاز القطري: أوروبا لا تستطيع التخلي عن الغاز الروسي
كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، وعدم إمكانية الاستغناء عنه قبل خمس سنوات من الآن.
وجاء في المقال: وقّعت شركة الطاقة القطرية المملوكة للدولة QatarEnergy QE، في 19 يونيو اتفاقية مع شركة إيني الإيطالية العملاقة للنفط والغاز للمشاركة في أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم. ينتظر من هذا المشروع أن يزيد إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر، من 77 مليون طن حاليا إلى 110 مليون طن سنويا.
سوف تتمكن قطر، وفقا لفرانشيسكو ساسي، المتخصص في أسواق الغاز في شركة البحوث والاستشارات الإيطالية Ricerche Industriali ed Energetiche، بعد اكتمال المشروع في العام 2027، من زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل كبير. أما الآن، أثناء حاجة العالم القديم إلى هذا الغاز، فإن إمكانات الدوحة لزيادة حادة في الصادرات محدودة للغاية.
وينبغي عد نسيان العقود طويلة الأجل التي يعمل بموجبها القطريون مع المشترين الرئيسيين في آسيا: كوريا الجنوبية واليابان والصين. ويرى فرانشيسكو ساسي المشترين الآسيويين للغاز القطري أكثر موثوقية من المشترين الأوروبيين، من الناحية التجارية ومن حيث المصداقية. ففي حين أثبت الشركاء الآسيويون مصداقيتهم على مدى سنوات عديدة من التعاون، نجد أن أوروبا ليست على استعداد تام لتوقيع عقود طويلة الأجل.
الوضع الجيوسياسي الآن يعمل لمصلحة قطر. ويرى ساسي، على سبيل المثال، أن نظام الطاقة العالمي سيكون قد تغير بشكل كبير بحلول الوقت الذي سيتم فيه رفع العقوبات الغربية عن روسيا. وقال: "سيتعين على المستوردين إيجاد توازن جديد بين أمن الإمدادات وتوافر الطاقة".
التبعية المتبادلة في قطاع الطاقة - وهي واضحة بشكل خاص فيما يتعلق بالغاز - وفقا للخبير الإيطالي، هي الجسر الأخير الذي يربط بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، فـ "عندما يصبح (الاعتماد المتبادل) ممكنا سياسيا، ولن يتحقق ذلك قريبا، ستحاول الدول الأوروبية عبور هذا الجسر مرة أخرى. ثم قد يظهر اهتمام جديد بموارد الطاقة الروسية".