السودان وإثيوبيا تسيران في طريق الحرب
تحت العنوان أعلاه، كتب راويل مصطفين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تصعيد خطير على الحدود بين إثيوبيا والسودان، وإمكانية اندلاع حرب شاملة بينهما.
وجاء في المقال: بعد مقتل سبعة جنود سودانيين ومدني واحد في منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها، اندلعت اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية والإثيوبية. وقال اللواء عبد الفتاح البرهان، إن رد بلاده على مقتل جنود سودانيين على أيدي القوات الإثيوبية سيكون "قاسيا".
وقد أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عن أسفه لمقتل عسكريين سودانيين، وأدلى ببيان تصالحي، فألقى باللوم على قوات لم يذكر اسمها تريد زرع العداء بين إثيوبيا والسودان. ولكن، خلافا لأديس أبابا، تبدو الخرطوم أكثر تصميماً، واستعدادا للقتال.
فأولا، سحب السودانيون سفيرهم احتجاجا؛ وثانيا، أرسلوا شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول تصرفات إثيوبيا؛ وثالثا، يرفضون رفضا قاطعا مناقشة موضوع ملكية منطقة الفشقة، التي بحسبهم تم حلها منذ فترة طويلة خلال مؤتمري 1902 و1975.
يمكن إرجاع إصرار السودانيين على عدم المساومة إلى سببين رئيسيين على الأقل. فمن ناحية، هكذا ترد الخرطوم على تشدد أديس أبابا. والسودان، ناهيكم بمصر، حاولت مرارا أن تنقل إلى الإثيوبيين مخاوفها المفهومة بشأن خططهم ملء خزان السد (النهضة) العملاق على نهر النيل، الواقع على بعد 20 كيلومترا فقط من الحدود مع السودان؛
ومن ناحية أخرى، ربما يظن الزعيم السوداني البرهان أن وجود تهديد خارجي ما وإن يكن وهميا، يمكن أن يساعده في التعامل مع التهديد الداخلي لنظامه. فالمعارضة السودانية لا تتقبل مساومة الجنرال الذي نفذ الانقلاب العسكري. وتتعرض قيادة السودان لانتقادات حادة من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.