سلاح بوتين الأقوى بدأ يشتغل في أوروبا
كتب دميتري بوبوف، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول سلوك ساسة الغرب المتناقض من روسيا. فهم يريدون الشيء ونقيضه.
وجاء في المقال: لا يوجد في أوروبا إجماع على موضوع التخلي عن الغاز الروسي، بل وعلى موضوع العقوبات بشكل عام.. فقد وصل الأمر إلى حد أن محافظي مدن في جزيرة روغن الألمانية وجهوا كتابا إلى الحكومة الفدرالية يقترحون فيه إطلاق خط أنابيب الغاز الروسي "السيل الشمالي- 2". والمسألة لا تقتصر على هذا "السيل"، الذي يرفضون تسليم التوربينات الخاصة له، إنما عن "سلاح" بوتين من العيار الرئيسي. فمحاولات التحول إلى الغاز المصنوع من السماد العضوي، والتي ثبت نجاحها في القرى الصغيرة، من المستبعد، وفقا للصحافة الألمانية، أن تنقذ الصناعة والمدن الكبرى. كما سيكون من المستحيل أيضا تقاسم الغاز بين البلدان المختلفة في الشتاء. فقد رفضت بولندا والبرتغال بشكل قاطع تقاسم ما لديهما من الغاز. وهكذا، فالشقوق والتصدعات لا تجري على طول الحدود بين الدول فقط، إنما وداخل البلدان نفسها أيضا ... إنما الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو، بالطبع، الانسجام الأوروبي مع الذات: فمن ناحية، يتحدثون عن تخفيض الاستهلاك، ومع ذلك يريدون التخلي عن الغاز الروسي؛ ومن ناحية أخرى، يشعرون بالسخط لأن روسيا تلبي رغباتهم وتغلق صمامات الغاز. تخيلوا مدمنا على المخدرات يعلن للجميع أنه عازم على الإقلاع عن إدمانه، لكنه يصرخ بأنه ضحية مستهدفة عندما يحرمونه من المخدر.