أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الاثنين 20.24 C

قصة فيلم ميناري

قصة فيلم ميناري

قصة فيلم ميناري

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

قصة فيلم ميناري،  ميناري فيلم يدمج العام والخاص في قصة ذاتية لكنها كونية، قصة كاتبها ومخرجها الشخصية لكنها أيضاً تصبح كقصة عن الجميع.
هذا فيلم للأطفال صنع للعالم الذي يجب أن نسكنه وليس الذي نوجد فيه بالفعل، فيلم من دون أشرار. لا مشاهد قتال. لا كبار مروعين. لا صراع بين الطفلين. لا وحوش مخيفة. لا ظلام قبل الفجر. عالم وديع. عالم حيث إذا قابلت كائناً هائلاً في الغابة سوف تستلقي على بطنه الضخم وتأخذ قيلولة.
تلك ليست حبكة فيلم ميناري minari بالضبط لكنها مقدمة مقال الناقد الراحل روجر إيبرت عن فيلم جاري توتورو (my neighbour totoro)  لهاياو ميازاكي، يصف إيبرت عالم الفيلم بالوداعة والرقة، بانعدام الشر حتى مع وجوده البديهي، فوالدة الفتاتان بطلتا الفيلم ترقد مريضة في المشفى لكن ينتهي ذلك على ما يرام وحينما تتوه إحداهما وتركض الأخرى باحثة عنها تجدها سليمة ضاحكة وقد وجدت كائناً ضخماً في الغابة يجب أن يكون مخيفاً لكنه ألطف ما يكون.

يملك فيلم ميناري لأيزاك لي شانج نفس تلك القومات، فيلم عن أسرة تهجر وطنها كوريا الجنوبية بحثاً عن حياة أرحب في أمريكا أرض الأحلام والحريات، تواجه مصاعب اقتصادية وشخصية، يختلف الزوجان في طريقة إدارة الأزمات والمشكلات اليومية، نرى الفيلم من وجهة نظر طفل في السابعة يملك قلباً ضعيفاً، لكن كل شيء ينتهي على ما يرام، وتبدو مشكلات الحياة الكبرى كمصاعب يمكن تخطيها بالرفق والحب إذا رأيناها بعيني طفل، لاقى الفيلم ردود أفعال إيجابية من النقاد حول العالم وفاز بجائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية كما ترشح لست جوائز أوسكار من ضمنها جائزة أفضل فيلم.

 

يسرد ميناري قصة أسرة يي الكورية الأمريكية بدءاً من نقطة رحيلها عن كاليفورنيا للاستقرار في مزرعة في أركنساس. تتكون الأسرة من الزوج جيكوب يلعب دوره ستيفن يون بدقة وهدوء، والزوجة مونيكا (هان يي ري)، وأبنائهما آن وديفيد، يفتتح وجه ديفيد (ألان كيم) الابن الأصغر الفيلم متأملاً خارج نافذة السيارة التي تنقل الأسرة إلى بيتها الجديد يؤسس ذلك لوجهة النظر السردية للفيلم، فهو إضافة لكونه حكاية عن الهجرة، الاغتراب، التأقلم والانتماء هو تجميع لشذرات من ذكريات طفل يسترجع انطباعاته عن حياته الأسرية والأرض التي قطنها واضطراب هويته الثقافية والشخصية.

عندما تشاهد ميناري سينتابك شعور أن تلك هي ذكريات أحدهم، لا يملك الفيلم سرداً متشظياً أو صوراً حلمية لكنه يركز على تفاصيل حسية ترتبط بتصوير الذاكرة للماضي، انعكاس الشمس على الماء، وصوت السير وسط أرض عشبية ضخمة، اختبار رؤية ذويك يتشاجران لأول مرة ومغامراتك مع الجدة، الفيلم ليس تجريبياً مثل شجرة الحياة لتيرانس ماليك أو المرآة لأندري تاركوفسكي الذي يشترك معهما في سرد تداعى من وعي الطفولة، بل يستخدم منطق الذكريات ليصنع قصة تقليدية ذات نبضات مألوفة ومعتادة وربما متوقعة أكثر من اللازم، لكن ما يميزه عن أفلام أخرى تناولت نفس الموضوعات والفترة الزمنية هو ابتعاده عن فرض أيديولوجيا قومية مقحمة أو صلبة بل يلقي بما يتذكره للعالم ويترك له حرية الشعور والتأويل.

 

يسرد ميناري قصة أسرة يي الكورية الأمريكية بدءاً من نقطة رحيلها عن كاليفورنيا للاستقرار في مزرعة في أركنساس. تتكون الأسرة من الزوج جيكوب يلعب دوره ستيفن يون بدقة وهدوء، والزوجة مونيكا (هان يي ري)، وأبنائهما آن وديفيد، يفتتح وجه ديفيد (ألان كيم) الابن الأصغر الفيلم متأملاً خارج نافذة السيارة التي تنقل الأسرة إلى بيتها الجديد يؤسس ذلك لوجهة النظر السردية للفيلم، فهو إضافة لكونه حكاية عن الهجرة، الاغتراب، التأقلم والانتماء هو تجميع لشذرات من ذكريات طفل يسترجع انطباعاته عن حياته الأسرية والأرض التي قطنها واضطراب هويته الثقافية والشخصية.

عندما تشاهد ميناري سينتابك شعور أن تلك هي ذكريات أحدهم، لا يملك الفيلم سرداً متشظياً أو صوراً حلمية لكنه يركز على تفاصيل حسية ترتبط بتصوير الذاكرة للماضي، انعكاس الشمس على الماء، وصوت السير وسط أرض عشبية ضخمة، اختبار رؤية ذويك يتشاجران لأول مرة ومغامراتك مع الجدة، الفيلم ليس تجريبياً مثل شجرة الحياة لتيرانس ماليك أو المرآة لأندري تاركوفسكي الذي يشترك معهما في سرد تداعى من وعي الطفولة، بل يستخدم منطق الذكريات ليصنع قصة تقليدية ذات نبضات مألوفة ومعتادة وربما متوقعة أكثر من اللازم، لكن ما يميزه عن أفلام أخرى تناولت نفس الموضوعات والفترة الزمنية هو ابتعاده عن فرض أيديولوجيا قومية مقحمة أو صلبة بل يلقي بما يتذكره للعالم ويترك له حرية الشعور والتأويل.
 

ولد ديفيد مثل شانج في أمريكا، لذا لا تتعلق مشكلته الأساسية بالتأقلم وبالانقلاع من أرض وثقافة اعتادها بل ذلك هو كل ما يعرفه، الغريب عنه هو القادم من جذوره، تتغير حياة ديفيد عندما تأتي جدته  والدة أمه سون جا (يون يوه جونج) للسكن مع الأسرة، تلعب جونج دور الجدة الغرائبية الجريئة بخفة ظل مؤثرة وتقدم أداء من أفضل أداءات العام، إذا كان الفيلم هو رحلة نضوج ذلك الطفل، فإن العامل الرئيسي في ذلك هو تواصله مع الجدة التي تمثل كل ما هو أجنبي عنه، وبسببها يصبح أكثر تعاطفاً وفطنة وانفتاحاً على فرضية تعدد الثقافات.

النمو في أرض غريبة

ميناري هي اسم نبتة يمكنها أن تنمو حيث زرعت، يستخدمها لي شانج كمجاز مباشر لكنه مؤثر، عائلة يي تحاول أن تنمو أينما وجدت، وتثقل عليها التنقلات المتعددة سواء من كوريا في الأساس أو حتى داخل الأراضي الأمريكية بعد ما أصبحو مواطنيها، لكن شانج لا يصنع  فيلماً عن الفروق الثقافية بين كوريا وأمريكا، على الرغم من وجود بعض الحوارات ذات الغرض الكوميدي بين ديفيد وجدته فإنها لا تؤطر الفيلم كمحاولة مبتذلة أخرى لخلق الكوميديا من الاختلاف، هو ببساطة فيلم عن التأقلم، عن نبتة تقتلع من أرضها لتنمو مرة أخرى في أرض جديدة.

تتمحور تلك الخلافات بشكل أساسي حول السيطرة الثقافية للإعلام الأمريكي على العالم، تلك المركزية تقلل من اقتناع ديفيد بجدته كجدة حقيقية فهي ليست كافية بالنسبة للصورة الذهنية النمطية التي كونها عن الجدات، هي ليست مثل أولئك في الأفلام وبرامج الأطفال التي يستهلكها، ليست متقوقعة على ذاتها تغزل الكنزات الصوفية ولا تصنع «الكوكيز» أو تحكي القصص، هي سيدة كبيرة السن سليطة اللسان تعرف كيف تستمتع بوقتها، ورائحتها مثل «كوريا».

يخرج الفيلم  الجدة نفسها أيضاً من الفكرة الراسخة عن تمسك الكبار بهوياتهم القومية بشكل متجهم هي تفتقد أرضها بالفعل لكنها لا تقلل من ثقافة الصغار بل تحتضن ما تراه جديداً مثل المشروبات الغازية الأمريكية على سبيل المثال.

اقرأ أيضا