أين ستشعل الولايات المتحدة صراعا جديدا معاديا لروسيا؟
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول أهداف واشنطن من إشعال الصراعات وصناعة الأعداء في العالم.
وجاء في المقال: شكلت الأحداث حول تايوان مثالا إضافيا على استعداد الولايات المتحدة لإثارة الصراعات بدواع نفعية في أي مكان في العالم.
من الممكن افتراضيا تحديد ثلاثة أهداف تسعى إليها الولايات المتحدة في سياساتها التحريضية:
أولاً، تحاول واشنطن تشتيت انتباه روسيا عن أوكرانيا، بزرع "دبور على قحف رأسها"، ومن أجل ذلك على وجه الخصوص، تحاول إثارة الصراعات في جميع أنحاء فضاء الاتحاد السوفيتي السابق؛
الهدف الثاني، هو حشد المؤسسة الأمريكية. ويمكن أن تكون إحدى أكثر الطرق فاعلية لحشد النخب إثارة صراع خارجي ضد بلد لا يختلف الديمقراطيون والجمهوريون على موقف العداء الطلق منه، بل يعدونه عدوا يجب قمعه و"وضعه عند حده". لدى الولايات المتحدة الآن عدوّان ونصف عدو على هذه الشاكلة.
العدو الأول هو روسيا. وهنا، يجمع الديمقراطيون والجمهوريون على ضرورة دعم "الحرب حتى آخر أوكراني" ضد موسكو. لكن المشكلة تكمن في أن نجاح القوات الروسية وعدم كفاءة نظام كييف قد يؤدي إلى ضرورة إنهاء هذا الصراع.
ومع ذلك، ففي هذه الحالة، لدى الولايات المتحدة عدو آخر هو الصين. يتفق كل من الديمقراطيين والجمهوريين على أن احتواء الصين يجب أن يكون الهدف الرئيس للسياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك من خلال إثارة أزمات على أطرافها.
أخيرا، نصف العدو هو إيران. كلا الحزبين الأمريكيين يعدان إيران عدواً.
في الوقت نفسه، تسعى واشنطن عبر إثارة الصراعات في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، والصراعات مع "أعداء" الولايات المتحدة، إلى هدف إضافي. فواشنطن تريد أن تُظهر للجميع- لروسيا والصين و"جنوب العالم" (حيث عدد من دول العالم الثالث سئمت الإملاءات الأمريكية وتعمل بنشاط على دعم موسكو ومستعدة حتى لمساعدتها بطريقة ما) وحلفائها وعملائها- جبروت أمريكا وقدراتها، بإشعال النزاعات وإخمادها (عند اللزوم).